أوضح الدكتور سعيد سعدي في محاضرة ألقاها أمس بقاعة السينما بأقبو في بجاية تحت عنوان "واجب المقاومة ومتطلبات التنمية" بدعوة من قبل عدد من الجمعيات الناشطة بالمنطقة، في تحليله للوضع السياسي بالجزائر، أن النظام الحالي بدأ يفقد دعائمه الثلاث التي يستند عليها والمتمثلة حسب المتحدث في الخوف الذي سكن الشعب سابقا والذي تمكن من تجاوزها حاليا، بدليل العدد الكبير من الحركات الاحتجاجية المسجلة... ناهيك -كما قال سعدي- عن ركيزة المال المستخدمة من قبل هذا النظام لشراء السلم الاجتماعي نظرا لتذبذب أسعار البترول والتي لم يعد بالمقدور التركيز عليها، بالإضافة إلى دعامة التحالفات السياسية التي كان يستخدمها والتي بدأت في الآونة الأخيرة تخرج عن سيطرته، بدليل بروز تنسيقية المعارضة التي قال سعيد سعدي انه حضر كشخصية وطنية. الزعيم السابق للأرسيدي، الذي نشط بالولاية ثلاث محاضرات بكل من القصر، سيدي عيش، أقبو، والتي تدخل في إطار سلسلة المحاضرات المقدمة من قبله حول العلاقة بين التاريخ والثقافة، أكد أن تواجده بالمنطقة التي قدم فيها الطبعة الرابعة من كتابه حول "عميروش"، جاء لحمل توضيحات حول التاريخ وليس لإعادة صياغة التاريخ الذي لم يحترم من قبل البعض، بدليل -حسبه- التهميش الذي طال مناطق كانت القلب النابض للثورة على غرار قرية "أمولا" بتيزي وزو التي طبع فيها نداء أول نوفمبر، ناهيك عن قرية تاسلانت بآقبو التي اتخذت قرية دبلوماسية استقبل فيها "عميروش" مختلف الشخصيات والوفود. وفي الشق المرتبط بالتنمية، أوضح سعدي مسألة عدم قبول سكان المنطقة التنازل عن أراضيهم، يعد مشكلا ثقافيا بالدرجة الأولى للارتباط القوي للإنسان الأمازيغي بالأرض، مؤكدا ان عمليات غلق الطرقات تخدم بالدرجة الأولى الساعين إلى تأخير عجلة التنمية بالمنطقة.