أعطت النمسا الأحد، انطباعا بأن "القاعدة" مددت المهلة التي انتهت ليلة أمس، لإطلاق الرهينتين النمساويتين، مهددة في حالة عدم تلبية مطالبها بتصفية السائحين اللذين تحتجزهما منذ نحو شهر ونصف الشهر، وعبرت فيينا عن تفاؤلها بشأن إطلاق محتمل لسراح الرهينتين النمساويتين المحتجزتين لدى المجموعة الخاطفة، وقال السفير النمساوي السابق، في فرنسا أنتون بروهاسكا، المكلف بإدارة المفاوضات مع الخاطفين، انطلاقا من العاصمة المالية بماكو، إن انتهاء مهلة الخمسة عشر يوما المنقضية، وهي الثانية من نوعها، لا تشكل خطرا على حياتهما. وأضاف "نحن نقاسم السلطات المالية رأيها بأنه سيكون لدينا ما يكفي من الوقت.. لتحقيق هدفنا الرامي إلى تحرير المحتجزين"، مضيفا "حياتهما ليست في خطر، سنواصل جهودنا"، لكنه رفض إعطاء تفاصيل أكثر أو التعليق على ما وصلت إليه الاتصالات الجارية مع الخاطفين منذ فترة "يجب أن نتعامل بقدر من التحفظ والحذر حتى لا نضع هدفنا في خطر". وأصبح التكتم الشديد هو الطابع الغالب على ما يجري من اتصالات في الكواليس، وعلم لدى مصادر دبلوماسية في مالي، أن مسؤول الفريق النمساوي المفاوض قضى الأسابيع الثلاثة السابقة في باماكو، ومنذ بداية الأزمة قبل منذ شهر ونصف على اختطاف السائحين النمساويين في تونس، ظهرت إشارات قوية عن وجود اتصالات متقدمة ومستمرة في الميدان ما بين النمساويين والخاطفين عبر وسطاء، ولوحظ للمرة الثالثة على التوالي أن السلطات النمساوية كانت دائما هي أول من يكشف عن تمديد المهلة لتؤكد القاعدة كلامها بعد يوم أو اثنين عبر بيان رسمي ينشر على الانترنت. لكن يعتقد أيضا، أن المفاوضات تتواصل ببطء، بسبب مطالب القاعدة الموصوفة بالتعجيزية لإطلاق سراح بعض سجنائها في تونسوالجزائر دفع فدية مالية معتبرة، وأيضا، بسبب المشاكل التي يصادفها المفاوضون في الميدان في الإبقاء على الاتصال الآني مع الخاطفين، ويبدو أن الخاطفين حرصوا على أن يبقوا في أيديهم لوحدهم المبادرة بالاتصال وتحديد وقت ومكان ربط الاتصال بالوسطاء، ويعمدون إلى تغيير معسكرهم باستمرار، حيث يتحركون بصفة مستمرة ما بين شمال مالي وجنوب الجزائر في المنطقة الحدودية الصحراوية، ما بينهما حتى يحبطون أي محاولة لتحديد موقعهم من خلال ضبط مصدر المكالمة، ويجري الاتصال عبر وسيط مالي غير رسمي يرجح أن يكون أحد أعيان القبائل العربية في شمال البلاد، وهذا المصدر يمرر اتصالاته إلى مسؤولين أمنيين ماليين، الذين ينقلون بدورهم الرسائل ذهابا وإيابا الى باماكو، حيث توضع في متناول الدبلوماسيين النمساويين، وهي سلسلة طويلة ومعقدة.