شن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، السبت، هجوما أشبه ب"التسونامي"على عديد رؤساء الأحزاب، فوصف بن فليس بالبخيل وجيلالي سفيان بالتلميذ ومقري بالافتقار لمشروع وفقدانه البوصلة، ونالت حنّون حصة الأسد من حديثه، حيث دعاها إلى إعادة تسمية حزبها كونه فئويا خارقا للدستور وقال إنها تريد أن تكون شرطيا ودركيا وقاضيا وضمير الأمة، كما لم تسلم الصحافة من "تسونامي" سعداني. وقال سعداني، في الندوة الصحفية التي عقدها في العاصمة، إن ما قاله في حق هؤلاء هو ردّ على هجومهم على الحزب وعلى رسالة التهنئة التي بعث بها قائد أركان الجيش الوطني إلى حزب جبهة التحرير الوطني بعد المؤتمر العاشر.
"بن فليس البخيل" انعطف سعداني بالندوة الصحفية إلى ما اعتبره حقه في الردّ على كل من هاجم حزبه وانتقد رسالة قائد الأركان له الأسبوع الفارط، ومضى الرجل يوزّع أمواج التسونامي على عديد الوجوه الساسية، فبدأ برئيس حزب طلائع الحرية قيد الإنشاء، علي بن فليس، فقال "كنت أعتقد أن آخر شخص يقول كلمة عن الجبهة ويبخلها في رسالة تهنئة هو بن فليس، الذي كان أمينا عاما سابقا للحزب، وارتقى على ظهر الحزب.. بن فليس يبخل الجبهة في تهنئة ! " وواصل موجها الكلام لبن فليس "أقول من هذا المنبر اتق شر من أحسنت إليه، ليس لبن فليس الحق أن يتكلم عن الحزب كفرد، كما أنه ليس من حقه أن يتكلم عنا كرئيس حزب لأن حزبه لم يولد بعد" ومضى يقول ساخر "لم يولد بعد ولسنا نعرف أهو ذكر أم أنثى".
"مقري فقد البوصلة" وعن رئيس حركة مجتمع السلم، قال "قرأت السياسة لكني لم أقرأ بعد سياسة مقري، فهو مع اليسار واليمين والتروتسكيين والديمقراطيين والوسطيين والإسلامويين.. لقد فقد البوصلة.. ليس له مشروع حتى أتعامل معه.. إنه في كل مكان ومع جميع التيارات". واستطرد "هل تكلمنا نحن عندما تأتيهم رسائل تهنئة من الإخوان المسلمين أو من غير الإخوان؟ ليس له الحق أن يتحدّث عن حزبنا".
"لويزة أول وآخر من يخرق الدستور" وحظيت زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، بنصيب وافر من أمواج التسمونامي، فقال سعداني إنها تتكلم عن خرق الجيش الدستور برسالة التهنئة التي أرسلها قائد الأركان سي قايد إلى حزبنا، لويزة هي أوّل من خرق الدستور وهي آخر من يخرقه". وأوضح أن حزبها في حد ذاته خرق للدستور "حزبها حزب فئوي، هو حزب العمال، وليس للعهمال حزب بل النقابات هي المكان الذي يتجمّع فيه العمال، والدستور الجزائري يمنع تشكيل أحزاب فئوية، وعلى هذا الأساس على لويزة أن تصحح تسمية حزبها". واستغرب المتحدّث كلام لويزة عن استقلالية الجيش، وردّ عليها "لويزة تتكلم عن استقلالية الجيش، وهي التي اجتمعت بقائد الأركان سي القايد وخرجت صرحت لكم بما قاله لها، وليتها قالت لكم ما قاله لها فعلا.. لقد طلبت منه التدخل فقال لها الجيش لا يتدخل في السياسة.. لقد أعطت لنفسها أكثر مما تستحق، فهي شرطي وهي دركي وهي قاض وهي ضمير الأمة".
"سفيان جيلالي تلميذ" واقتصر حديث سعداني لرئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي على جملتين، قال فيهما "سفيان جيلالي، هذا التلميذ عليه أن يترك الكلام لأستاذه نورالدين بوكروح، نحن لم نعثر لهذا الحزب على مقر، هو موجود على صفحات الصحف فقط".
"صحافة التجارة والانقلابات وزعزعة البلاد" الصحافة بدورها نالت قسطا معتبرا من ندوة سعداني، وبدا الرجل منزعجا جدا من القراءة السياسية التي أعطتها الصحافة لرسالة التهنئة التي وجهتها قيادة للجيش للحزب العتيد، حيث تساءل "لماذا الهجوم على القايد بسبب رسالة تهنئة؟" واتهم المتحدّث الصحافة بممارسة التجارة والخضوع لأصحاب الإشهار "هذه صحافة تجارية وليست مهنية، صحافة تكتب لمن يدفع.. لقد ولى هذا العهد..". وقال أيضا "لا نريد صحافة تشارك في الانقلابات وزعزعة البلاد، كلامي موجه للمدراء.. مقال مقابل الإشهار هناك من يدفع، لا بد أن تنتهي صحافة الفوازير مثلما انتهت أحزاب التصفيق".
المعارضة هي التي نادت بتدخل الجيش وليس نحن والتفت سعداني إلى المعارضة التي قال إنها موجودة على صفحات الجرائد فقط "هي موجودة في الصحف فقط، مشروعها الوحيد هو كلمة لا، لكنها لا تقدّم بدائل أبدا ولا تحمل مشروعا". ودافع الرجل عن رسالة الجيش قائلا إنها مجرد تهنئة ألِف الحزب أن يبعث مثلها إلى كل من وزارة الدفاع وقيادة الأركان في المناسبات أو عندما يقوم الجيش بعمليات ناجحة ضد الإرهاب، واستطرد "رسالة قائد الأركان لم تدعم قيادة الحزب ولا دعمت الانتخابات ولا حضر الجيش إلى مؤتمرنا، إنها رسالة عادية لا اثر لها على الدستور"، ثم بادر بالهجوم على منتقدي الرسالة فقال "من نادى يتدخل الجيش للانقلاب على الرئيس، نحن أم هم؟ قبل 3 أشهر طلب بن فليس وسفيان وحماس من الجيش التدخل، وقلتُ وقتها لحماس كيف ترفضون الانقلاب في مصر وتقبلونه في الجزائر؟"
"ولى عهد صناعة الرؤساء والتوريث افتراضي" ودافع الأمين العام للحزب عن قائد الأركان، فقال إنه منذ مجئ القايد لم يقع خرق للدستور وتوقفت، ما سمّاها "صناعة الرؤساء". وقال أيضا إن قايد صالح كان المسؤول على الجيش لما كان الرئيس مريضا ورفض الانقلاب على الشرعية وبقي يحترم الدستور رغم دعوات سياسيين إلى تفعيل المادة 88 من الدستور التي تقول بشغور منصب رئيس الجمهورية لعارض صحي يمنعه من ممارسة مهامه، وتوجّه بالكلام للمعارضة قائلا "الفاشلون في السياسة أرادوا ركوب الأمواج في تلك الفترة، لماذا لم يتكلموا عن الذين كانوا يصنعون الرؤساء وتكلموا عن القايد"، ولم يفصح عمن قصده ب"صناعة الرؤساء". أما عن مسألة التوريث والحديث عن إمكانية ترشح شقيق الرئيس الصغير، السعيد بوتفليقة للرئاسيات، فقال هذا سنجيب عليه في وقته لأنه سؤال افتراضي، ولا يمكن أن نجيب عن شيء افتراضي". من جهة أخرى أكّد أن الرئيس بوتفليقة سيكمل عهدته ولن يرحل "الرئيس باق ونحن نقول إنه لن يرحل"
"مقترح أويحي بشأن تحالف رئاسي نرفضه ولدينا بديل" رفض سعداني المقترح الذي تقدّم به الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحي، الخميس الفارط، بشأن تشكيل تحالف رئاسي جديد، فقال "لسنا مع تحالف كالتحالف السابق" ووصفه ب"التحلّف"، ومضى يقول "لن نكون عربة، نحن القاطرة في أي تحالف مقبل، هذا شرطنا الأول، أما شرطنا الثاني فهو جبهة وطنية، وهذا ما نقترحه بدل التحالف، نريد جبهة وطنية واسعة عريضة لن تقتصر على بعض الأحزاب، تضم كل من دعم الرئيس من الأحزاب والمنظمات نلتقي فيه لندافع عن الرئيس وبرنامجه ومواقفه، مع التأكيد أن هذه الجبهة ليست موجهة ضد أحد". ووعد سعداني بالاجتماع بقيادات التجمع الوطني الديمقراطي للحديث عن هذه المسألة والتشاور حولها.
"بلعياط وجماعته منتحلو صفة وقد نقاضيهم" وتحدّث سعداني في بداية المؤتمر الصحفي عن المؤتمر العائر وما سبقه وما أعقبه، فقال إن الفريق الذي يهاجم الحزب (يقصد بلعياط وفريقه) لن يعود له الحق في الحديث باسم الحزب " كمل من يتكلم خارج القيادة هو منتحل صفة ويمكن أن نرفع دعوى ضدهم، هم الآن منتحلو صفة، وسنرفع دعاوى قضائية ضدهم إذا استمر الأمر هكذا، لن نبقى مكتوفي الأيدي ونتركهم يرفعون الدعاوي ضدنا في كل مرة". وقال أيضا "منذ عام و8 أشهر وأنتم الصحافة تتكلمون عن المعارضة، المؤتمر انعقد وصادق على قانونه الأساسي واعتمد انتهى أمرهم، إن كانوا يتكلمون كمناضلين فهناك هياكل داخل الحزب أما أن يتحدّثوا كمسوؤلين فليست لهم الشرعية، هذا الملف طوي والصحافة تريد أن تحييه".
"الحكومة باتت لنا وهذا من حقنا" وقال سعداني إن حوبه بات صاحب الأغلبية في الحكومة بعد انضمام عدد من الوزراء للحزب في المؤتمر العاشر "نحن حزب الأغلبية والحكومة باتت لنا طولا وعرضا، فالوزراء منا وهم إضافة فاعلة ومفيدة للبلد وللحزب وكذلك القناصلة والسفراء ومدراء مؤسسات نريدهم أن يكونوا في أغلبيتهم من حزبنا".