يبدو أن عمار سعداني وبعد أن جددت فيه الثقة على رأس الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، قرر تصفية حساباته مع جميع خصومه من خلال ندوة صحفية عقدها أمس بالجزائر العاصمة، كما تطرق إلى جميع المواضيع التي تشغل الرأي العام في الوقت الحالي. بدأ الأمين العام للحزب العتيد ندوته بالحديث عن الفريق أحمد قايد صالح الذي قال بأنه جعل الجيش بعيدا عن مهمة صناعة الرؤساء في الجزائر وذلك بعد أن رفض التدخل في هذا الأمر خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، حيث قال المتحدث في هذا الشأن “هؤلاء الذين ينتقدون قايد صالح هم نفسهم من طالبوا بتدخل الجيش عندما كان الرئيس يعالج في فرنسا، وأنا أتحدث هنا عن سفيان جيلالي، علي بن فليس وحركة مجتمع السلم، الذين طالبوا أيضا بتفعيل المادة 88 من الدستور من أجل القيام بانقلاب، لكن قايد صالح رفض أن يدخل الجيش في هذه اللعبة، لقد رفض القيام بانقلاب ضد الشرعية الدستورية، منذ مجيء قايد صالح لم يعد الجيش يصنع الرؤساء في الجزائر، بل أصبحوا ينتخبون”. هاجم لويزة حنون وقال بأن مقر حزبها ملك للجيش وخلال هذه الندوة الصحفية خصص سعداني جزء كبير من وقته للحديث عن لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال التي اتهمها بتزعم حزب فئوي، وقال: “لويزة هي اخر من يجب عليها التحدث عن الشرعية الدستورية، لأنها عشية الرئاسيات التقت بالفريق قايد صالح لإقناعه بضرورة تدخل الجيش في السياسة، وهو الأمر الذي لم تذكره أمام وسائل الإعلام، لكن الفريق رفض هذا الأمر”، وأضاف: “مقر العام لحزب العمال من ضمن أملاك الجيش”. طالب بن فليس بعدم التدخل مجددا في شؤون جبهة التحرير ولم يتوان الأمين العام ل “الأفلان” في توجيه رسائل قوية ل علي بن فليس الذي انتقد رسالة قايد صالح التي وجهه لسعداني بعد تزكيته لعهدة جديدة على رأس الحزب، حيث قال هذا الأخير بخصوص هذه النقطة: “بإسم من يتكلم بن فليس؟ هل هو يتكلم باسمه الشخصي؟ ليس لديه الحق في الحديث لأن حزبه لم تكتمل مشروعيته إلى غاية الآن”، وأضاف: “عليه أولا أن ينتهي من تأسيس حزبه ويخطو به خطواته الأولى قبل أن يتفوه بكلمة عن حزب جبهة التحرير الوطني”. رفض التحالف من جديد مع “الأرندي” ولم يكتف سعداني بمهاجمة المعارضة بل شمل كلامه أيضا أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، حيث كشف المتحدث أنه يرفض جملة وتفصيلا عقد تحالف جديد مع “الأرندي” وذلك على غرار التحالف الرئاسي الذي جمع بين الحزبين بالإضافة إلى حركة “حمس”، لافتا إلى أن الحديث عن هذا التحالف سابق لأوانه، كما قال سعداني بخصوص رئيس الحكومة الأسبق:“نحن ندعو إلى تشكيل جبهة وطنية تضم العديد من الأحزاب والجمعيات من أجل دعم الرئيس، وبعدها يمكن أن نتحدث عن التحالف مع أويحيى، وهو التحالف الذي لدينا شروطنا من أجل الدخول فيه، حيث يجب أن يكون الأفلان هو الذي يقود هذا التحالف لأنه صاحب الأغلبية، كما أن هذا التحالف يجب أن يكون حول القوانين والمشاريع وليس حول الأشخاص والكيانات الأخرى”، وهي إشارة من سعداني على أنه لا يدعم أويحيى من أجل الدخول إلى قصر المرادية كرئيس للجمهورية. هدد بمقاضاة مناوئيه في الحزب أما فيما يتعلق بالحالة داخل الحزب العتيد فقد اعتبر سعداني أن المؤتمر العاشر أنهى الجدل الذي كان قائما، حيث قال: “لا أريد أن أسمع أحدا يطعن مستقبلا في الحزب ومشروعيته، هناك هياكل في جبهة التحرير يمكن التعبير من خلالها عن الأراء، وإلا فلن نتردد في التوجه للقضاء للوقوف في وجه من يدوس على هذه الهياكل”، وفي سياق آخر قال سعداني بأن المعارضة لا توجد إلا في الصحف وأنها تردد دائما شعار واحد وهو أن تقول “لا”، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن تكون هناك معارضة حقيقية تكون لديها مشاريع، حيث دعا في نهاية كلامه إلى ضرورة احترام الشرعية الشعبية”.