قال رئيس حركة مجتمع السلم ، عبد الرزاق مقري، إن لقاءه برئيس الديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، إنما جاء بناء على طلب سابق قدمته الحركة للرئاسة، من أجل مناقشة المشاكل متعددة الأبعاد التي تعاني منها البلاد. وأوضح مقري في اتصال مع "الشروق" أن الاستجابة جاءت في وقت جد مناسب، بسبب الأحداث المأساوية التي تعيشها منطقة غرداية، والتي خلفت مقتل وجرح العشرات من أبناء المنطقة، الذين "وصلتنا منهم، أي من الطرفين، دعوات استغاثة لوقف تدهور الأوضاع". وذكر رئيس "حمس" أن لقاءه بأويحيى غاص في عمق أزمة غرداية، التي من بين أسبابها "غياب الدولة وعدم القدرة على معاقبة المتسببين"، مشيرا إلى أن "الحركة عرضت مساعدتها على السلطة من أجل حل الأزمة بما تملكه من علاقات في المنطقة بين الطرفين المتصارعين". وكان مقري الذي حل بالرئاسة مرفوقا بكل من وزير التجارة الأسبق، الهاشمي جعبوب والنائب ناصر حمدادوش، قد استقبل الخميس من قبل رئيس ديوان برئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، وهو اللقاء الذي جاء بعد "خطاب الود" الذي تضمنته رسالة الرئيس بوتفليقة، التي وجهت للجزائريين بمناسبة عيد الاستقلال والشباب. وبحسب الرجل الأول في "حمس" فإن المقابلة تضمنت "عرض رؤى وقناعات الحركة بخصوص الوضع الوطني والدولي، وكذا المخاطر الكبرى التي تتهدد البلاد بسبب الإخفاقات الكبرى في التنمية وما سيتبعها من انهيارات محتملة في الجبهة الاجتماعية على مدى غير بعيد، وعن فقدان الثقة بين الطبقة السياسية والنظام القائم". وذكر مقري أنه أبلغ أويحيى بأن "السلطة غير قادرة على تسيير البلاد لوحدها بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأن المعارضة غير مستعدة لركوب القطار وهي لا تدري أين هو ذاهب"، وتابع موضحا: "إنهم بدأوا (السلطة) يشعرون بصعوبة الوضع"، مشيرا إلى أنه "لمس لدى الرجل رغبة واستعدادا لاستقبال بقية أحزاب المعارضة الأخرى ليناقش معهم مشاكل البلاد وسبل الخروج منها". وأكد مقري أنه سلم أويحيى "نسخة أخرى لأرضية الحريات والانتقال الديموقراطي يدا بيد ليسلمها للسيد الرئيس"، وذلك بعد أن سمع من رئيس الديوان عدم وجود نسخة من هذه الوثيقة لدى الرئاسة، وهو الأمر الذي استغربه، مقري، الذي أكد بالمقابل أن التنسيقية تملك وصل تسليمها في وقت سابق. كما كانت الأزمة المصرية في قلب المحادثات بين مقري ورئيس الديوان بالرئاسة، وقال مقري إنه طلب من رئيس الجمهورية من خلال رئيس ديوانه، "السعي لمعالجة الأزمة في مصر الشقيقة ومنع تطبيق أحكام الإعدام الجائرة في حق الرئيس الشرعي محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين وكل المظلومين من المواطنين المصريين".
وفي السياق، أكد ديوان الرئاسة أن اللقاء تم بطلب من "حمس"، وأن ذلك يندرج في إطار الاحترام الذي يوليه رئيس الجمهورية للطبقة السياسية بما فيها أحزاب المعارضة، كما شكر مقري على تسليمه نسخة من أرضية مزفران، التي ستتم دراستها بعناية.