أكّد وزير الدولة مدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى أن أحزاب المعارضة مرحب بها في رئاسة الجمهورية طبقا لإرادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترقية الحوار مع جميع الفاعلين في الساحة السياسية، و قد استقبل أويحيى أول أمس وفدا عن حركة مجتمع السلم بقيادة رئيسها عبد الرزاق مقري حيث دارت بينهما محادثات تطرقت لعديد المسائل المطروحة على الساحة الوطنية والدولية، وتسلّم أويحيى من ضيفه نسخة عن "أرضية تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي" كي يسلمها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. جاء في بيان لرئاسة الجمهورية أول أمس الخميس أن وزير الدولة مدير ديوان رئيس الجمهورية أحمد أويحيى استقبل وفدا عن حركة مجتمع السلم بمقر الرئاسة يقوده رئيسها عبد الرزاق مقري الذي كان قد التمس منذ أيام استقبالا من طرف رئيس الجمهورية، وقد أبدى مقري لمضيفه تمسك الحركة باستقرار الجزائر، وذكّر بمساهمتها لإخراج البلاد من أزمتها و إنهاء المأساة الوطنية، وكذا مشاركتها في مختلف مؤسسات الدولة بما فيها الحكومة. وتطرق مقري مع أويحيى في ذات اللقاء لندوة لمزافران التي عقدتها أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وقال -حسب بيان رئاسة الجمهورية- أن الهدف المتوخى منها هو "بناء جبهة وطنية قصد تمكين البلد من رفع التحديات الداخلية و مواجهة المخاطر الخارجية"، ثم وباسم المشاركين في الندوة سلّم نسخة عن أرضية مطالب المعارضة لمدير ديوان الرئيس. من جانبه ذكّر أويحيى وفد "حمس" بأن رئيس الجمهورية يكن «التقدير للطبقة السياسية جمعاء بما فيها أحزاب المعارضة»، وحسب بيان رئاسة الجمهورية دائما فإن أويحيى أكد أن «التقارب بين المعارضة والمؤسسات سيتطور أكثر في ظل احترام متبادل وفي إطار يضع حقا المصلحة العليا للجزائر في صلب انشغالات الجميع في إطار احترام تصورات كل واحد»، ودعا في الأخير ضيفه إلى إطلاع الأحزاب الأخرى التي يتقاسم معها الانتماء للمعارضة أنه «مرحب بهم أيضا في رئاسة الجمهورية طبقا لإرادة رئيس الجمهورية الصادقة في ترقية الحوار مع جميع فاعلي الساحة السياسية». من جانبها أكّدت حركة مجتمع السلم في بيان لها حول ذات اللقاء أن رئيسها عبد الرزاق مقري -رفقة عضوي المكتب الوطني الهاشمي جعبوب وناصر حمدادوش- التقى مدير ديوان رئيس الجمهورية بتكليف من هذا الأخير، وتعلق موضوع المقابلة بعرض رؤى وقناعات الحركة بخصوص الوضع الوطني والدولي، وخلال اللقاء نبّه رئيس الحركة إلى «المخاطر الكبرى التي تتهدد البلد بسبب الإخفاقات الكبرى في التنمية وما سيتبعها من انهيارات محتملة في الجبهة الاجتماعية على مدى غير بعيد، وعن فقدان الثقة بين الطبقة السياسية والنظام السياسي، وعن صعوبة الأوضاع الأمنية على طول الحدود الجزائرية». كما تطرق وفد «حمس» حسب بيانها دائما إلى «ملف غرداية وسبب تعمق الأزمة وغياب الدولة وعدم القدرة على معاقبة المتسببين وإعادة الأمن والاستقرار في هذه الولاية» وذكّر مقري بمختلف المبادرات التي قدمتها الحركة لمعالجة الأوضاع، مشددا في هذا الصدد على المبادرة التي عرضتها المعارضة في ندوة الحريات والانتقال الديموقراطي بمزفران، وأكد على أهمية اللجنة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، ثم سلم نسخة أخرى لأرضية الحريات والانتقال الديموقراطي يدا بيد لمدير ديوان الرئاسة ليسلمها لرئيس الجمهورية. وفيما يتعلق بالملفات الخارجية أشار بيان «حمس» إلى تقارب وجهات النظر في معالجة ملفي ليبيا وتونس، وطلب رئيس «حمس» من رئيس الجمهورية بواسطة رئيس الديوان أن يسعى لمعالجة الأزمة في مصر الشقيقة، ومنع تطبيق أحكام الإعدام في حق الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين وكل المظلومين من المواطنين المصريين- حسب بيان الحركة، كما استمع وفد الحركة لشروحات ووجهات نظر الجهات الرسمية من قبل رئيس الديوان، وتواصى الطرفان في الأخير على أن تكون مصلحة الجزائر هي الهم المشترك مهما اختلفت المواقف ووجهات النظر. ومن شأن اللقاء الذي جمع أويحيى ومقري أن يفتح الباب واسعا أمام لقاءات مشابهة في المستقبل بين رئاسة الجمهورية والأحزاب جميعا بما فيها أحزاب المعارضة حسب ما يفهم من كلام أحمد أويحيى مع ضيفه عندما يقول أن أحزاب المعارضة مرحب بها في رئاسة الجمهورية طبقا لإرادة رئيس الجمهورية الصادقة في ترقية الحوار مع جميع الفاعلين على الساحة السياسية الوطنية، وكذا تأكيده ان التقارب بين المعارضة والمؤسسات سيتطور أكثر في ظل الاحترام المتبادل.