بلغت الساحة السياسية مستوى من التصعيد، طبعه تراشق سياسي وإعلامي لم تشهدهما البلاد منذ مدة.. وينتظر أن يأخذ هذا النقاش أبعادا جديدة في اللقاء الذي يحتضنه فندق الرياض، غدا الثلاثاء، الذي يؤطره الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني. اللقاء، وإن كان يخص الشأن الداخلي للحزب العتيد، طالما أنه يتعلق بالتحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقررة نهاية الشهر الجاري، إلا أنه سيشكل فرصة مواتية للأمين العام "للأفلان"، كي يخوض في القضايا السياسية المثارة حاليا. ولا يستبعد أن يكون الرجل الأول في الحزب العتيد، قد تعمد خلق هذا الحدث، كي يهيئ لنفسه منبرا يلتقي فيه برجال الإعلام، ليواصل سجاله مع خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم، زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، التي توجد معه في "حرب" منذ مدة. وعادة ما يخرج الأمين العام للأفلان في بداية لقاءاته الحزبية، عن جدول أعمال ذلك الاجتماع، ليخوض في أمور أخرى، عادة ما تكون هجوما على المعارضة، وفق أجندة تبدو مرسومة سلفا، من قبل الفاعلين في الجناح الرئاسي. وفي هذا السياق، ينتظر أن يطلق سعداني النار على حنون، التي ردت عليه بعنف نهاية الأسبوع المنصرم، عندما "نطقت بالشهادتين" في تحدّ له، مذكرة إياه بوعده بالاستقالة إذا ما قالت: "باسم الله"، وهو الوعد الذي قطعه على نفسه في اجتماع المكتب السياسي الأخير لحزبه، الثلاثاء المنصرم. ولم يعد مطلب استقالة سعداني فيما بات يعرف بقضية "إسلام حنون" يقتصر على زعيمة حزب العمال فقط، بل امتد أيضا إلى مجموعة ال 19 – 4، التي اصطفت خلف حنون في نزاعها مع الرجل الأول في الحزب العتيد. وهو ما يضيف مطلبا آخر إلى هذا "المسعى" يتعدى مقابلة الرئيس، مثلما كان الأمر في البداية. ويبقى "السوسبانس" سيد الموقف بشأن ما سيرد به سعداني على تحدي حنون، بمعنى هل سيستقيل؟ أم إنه سيقول: "لقنتها الشهادتين، في انتظار أن تحفظ المعوذتين.. وأنا مأجور على ذلك"!! وكعادته، سيخصص سعداني فضاء لمجموعة ال 19 – 4، وتنسيقية الانتقال الديمقراطي، التي تعتزم تنظيم قمة ثانية على شاكلة تلك التي احتضنتها مزفران في جوان 2014. أما الشطر الأكبر من تدخله، فيرجح المراقبون أن يتركز على التصريح الذي أدلى به مدير دائرة الاستعلام والأمن السابق، الفريق المتقاعد محمد مدين، المدعو توفيق، الجمعة المنصرم، بشأن قضية سجن الجنرال المتقاعد عبد القادر آيت وعرابي، المعروف بالجنرال حسان، المسؤول السابق لمصلحة مكافحة الإرهاب بالمخابرات. وفي هذا الإطار، يتوقع أن يلتحق سعداني بالجدل الدائر حول هذه الرسالة، وسيواصل هجومه على الفريق المتقاعد، لكن بجرأة أكثر تركيزا، طالما أنه اعتاد مهاجمة الرجل وهو صامت، فكيف لا وقد كسر جدار الصمت، في موقف اعتبرته الموالاة "خروجا عن واجب التحفظ". وتجدر الإشارة إلى أن سعداني سيجمع مرشحي حزبه ال 48 الفائزين في الانتخابات الأولية، إلى جانب أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية للمحافظات الجديدة وعدد من نواب وإطارات الحزب وقياداته، ليحث الجميع على ضرورة كسب الرهان في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة.