قال الجيش الكوري الجنوبي، إن كوريا الشمالية أطلقت، الأربعاء، ما يبدو أنه صاروخ موسودان متوسط المدى قطع نحو 400 كيلومتر بعد ساعات من فشل إطلاق صاروخ آخر. ولم يتضح على الفور ما إذا كان إطلاق الصاروخ الثاني - الذي أطلق بعد نحو ساعتين من تجربة الإطلاق الأولى - يعد تجربة ناجحة أم فاشلة أو كيف انتهت التجربة، إلا أن المسافة التي قطعها من الناحية النظرية كانت أكثر من منتصف الطريق باتجاه الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة هونشو اليابانية الرئيسية. وقال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني، إن الصاروخ الثاني وصل إلى ارتفاع ألف كيلومتر مما يظهر أن كوريا الشمالية حققت تقدماً في برامجها الصاروخية. وأضاف للصحفيين في العاصمة طوكيو: "التهديد الذي تتعرض له اليابان يزداد". وقال مسؤول كوري جنوبي، إن الصاروخ الأول أطلق من الساحل الشرقي لمدينة وونسان وهي نفس المنطقة التي انطلقت منها تجارب سابقة لصواريخ متوسطة المدى باستخدام منصات إطلاق صواريخ متحركة على الأرجح. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول حكومي قوله، إن الصاروخ الأول تفكك في الجو بعد أن قطع مسافة بلغت نحو 150 كيلومتراً. وتمثل تجارب الإطلاق تحدياً مستمراً للتحذيرات الدولية ولسلسلة من قرارات الأممالمتحدة التي تحظر على بيونغ يانغ استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الأمر الذي ترفضه كوريا الشمالية بوصفه انتهاكاً لسيادتها. وقال جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية ومقره كاليفورنيا، إن الفشل جزء طبيعي من التجربة وإن كوريا الشمالية ستصلح مشاكل صواريخ موسودان عاجلاً أم آجلاً. وتابع "إذا واصلت كوريا الشمالية تجاربها فإن القائمين على إطلاق الصواريخ فيها سيستخدمون نفس التكنولوجيا مع صاروخ يمكن أن يهدد الولاياتالمتحدة".
استفزاز خطير قال ناكاتاني، إن تكرار إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ يعد "استفزازاً خطيراً" لا يمكن تحمله. وقالت اليابان بعد التجربة الأولى، إنها ستحتج بشدة لأن التجربة تنتهك قراراً للأمم المتحدة رغم أن الإطلاق لم يمثل تهديداً فورياً لأمن اليابان. وفي سول قال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية، إنه سيعقد اجتماعاً للأمن القومي، اليوم (الأربعاء)، لمناقشة أحدث تجارب إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية. وقالت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، إن جارتها الشمالية تتجه إلى الدمار الذاتي جراء اختباراتها النووية والصاروخية المستمرة. وأضافت باك: "يجب أن يدرك نظام كوريا الشمالية، أن العزلة التامة والدمار الذاتي سيكونان نتيجة الاستفزاز المتهور". من جهته، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، إطلاق كوريا الشمالية ما بدا أنهما صاروخان متوسطا المدى في اتجاه اليابان ودعا إلى وقف المزيد من "التصرفات الاستفزازية". وذكرت قيادة المحيط الهادي التابعة للجيش الأمريكي، أن الجيش الأمريكي رصد صاروخين على الأرجح من نوع موسودان أطلقا من كوريا الشمالية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الصاروخين سقطا في بحر اليابان. وتقول وسائل إعلام كورية جنوبية، إنه يعتقد أن كوريا الشمالية لديها ما يصل إلى 30 صاروخ موسودان ويقول مسؤولون إنه جرى نشرهم لأول مرة في عام 2007 تقريباً غير أن كوريا الشمالية لم تحاول إجراء أي تجارب إطلاق قبل أفريل. وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض عقوبات جديدة في مارس بدعم من الصين الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية وذلك بعد أن أجرت بيونغ يانغ رابع تجربة نووية في جانفي وأطلقت صاروخاً بعيد المدى وضع جسماً في مدار بالفضاء.