مرة أخرى وبعد حوالي شهرين عن هلاك أربعة رؤوس إبل، هلكت الأحد ثلاثة رؤوس أخرى، فيما تم إنقاذ ناقة واحدة في آخر لحظة من النفوق، وذلك بعد أن دخلت في بركة بترولية، تشكلت بفعل تسرب من أنابيب نقل البترول، وذلك بمنطقة تيافتي التابعة إقليميا لبلدية برج عمر إدريس شمال ولاية إيليزي، وهي نفس المنطقة التي شهدت نفوق رؤوس الإبل السابقة. وحسب الشكوى التي رفعها عدد من المربين إلى والي الولاية، والتي تلقت الشروق نسخة منها، فإن ما وصفوه بالكارثة قد تم اكتشافه بمحض الصدفة، من طرف أحد المربين، في منطقة (امساك) التابعة للمديرية الجهوية سوناطراك، قسم الإنتاج ناحية تيافتي، على مسافة 32 كيلومترا غرب الشركة، أين عثر على رؤوس الإبل نافقة وملقاة في الأرض، قبل أن يتمكن من إنقاذ ناقة كانت مغطاة كليا بالبترول، وبالرغم من الاتصال بالطبيب البيطري من أجل التدخل لإنقاذ حياة الناقة من الهلاك، رفض الوقوف على هذه الكارثة، بحجة عطلة نهاية الأسبوع وانعدام السيارة للتنقل بها من مقر البلدية، والتي تبعد بحوالي 200 كيلومتر عن موقع الحادث. وقد أكد مربو الإبل للوالي في رسالتهم بأنهم قد حذروا مرارا وتكرارا من أحواض التصفية البترولية، المنتشرة بكثرة في المنطقة المذكورة، والتي تضع فيها آلات الحفر بقايا المواد المستعملة، والتي تشكل مادة لزجة تشبه الطين، بحيث أن الإبل تنجر إليها ظنا منها أنه ماء، خاصة في موسم الحر. وعليه فقد دق المربون ناقوس الخطر، في حال بقاء الوضع على حاله، مؤكدين أنه يهدد ثروة الإبل بالمنطقة، حيث لابد من العمل على القضاء على هذه الأحواض القديمة، خاصة وأن ثروة الإبل تعتبر مصدر الرزق الوحيد للعديد من العائلات، وأضافوا بأن معظم حالات سقوط الإبل في أحواض التصفية تكتشف من طرف أصحاب الإبل، وحتى عند تبليغ الشركات لا تتدخل سوى بعد مدة طويلة، مطالبين الوالي باتخاذ إجراءات فعلية تجاه الخطر المهدد للثروة الحيوانية. مدير البيئة لولاية إيليزي، أكد بأن شركة سوناطراك قد تكفلت بتعويض أصحاب الإبل الهالكة، وأن هذه البركة البترولية ناجمة فعلا عن تسرب بترولي، بحيث تم إصلاح الأنبوب من طرف الشركة، إلا أنه لم يتم رفع البترول المتسرب والذي شكل بركة في المنطقة، وهو ما أدى إلى سقوط هذه الإبل فيها، مؤكدا بأنه قد تم إيفاد لجنة إلى موقع الحادث لرفع تقرير في هذا الخصوص، وأضاف بأن هناك شركة مختصة ستقوم بتجديد بعض الأجزاء المهترئة من الأنبوب البترولي، وذلك لتفادي تسجيل مثل هذه التسربات.