اهتز حي عين المالحة بجسر قسنطينة، في اليومين الماضيين، على وقع معارك ضارية بين المرحلين من حي الكاريار وكوسيدار وحي الزيتونة، استعملت فيها السيوف والخناجر وأبواق البواخر، أسفرت عن سقوط جرحى، وسط غياب تام لمصالح الأمن التي تدخلت في الوقت الضائع. حسب مصادر محلية، فإن هذه المواجهات جاءت عقب خلاف بسيط بين شابين من كلا الحيين قبل أن يتطور إلى حرب شوارع، بعد استنجاد كل طرف بأبناء حيه، استعملت فيها الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف وأبواق البواخر المعروفة ب "السينيال"، ما خلف إصابات وسط الشبان، فضلا عن الرعب والخوف اللذين انتابا سكان الحي ككل، وسط غياب تام لمصالح الدرك والشرطة التي لم تحضر إلى الحي إلا بعد نهاية المعركة– حسب مصدرنا-. وندد السكان، في حديثهم إلى "الشروق"، بما وصفوه بغياب الأمن وحالة التسيب التي أضحى عليها الحي، بعدما أصبح تحت قبضة مجموعة من المنحرفين الذين حولوه إلى أشبه بأحياء "كولومبيا" بسبب البيع العلني للمخدرات والحبوب المهلوسة والخمور، أمام مرأى ومسمع مصالح الأمن التي لم تتدخل وترفض التدخل رغم الشكاوى المتعددة، مشيرين في ذات السياق إلى أن بعض المنحرفين باتوا يفعلون بالحي ما يحلو لهم من اعتداءات وسرقات وتحرش بالفتيات. وقال السكان إنهم يعيشون في الأشهر الأخيرة رعبا دائما بفعل هؤلاء المنحرفين الذين استغلوا حالة التسيب المجسدة من طرف السلطات الأمنية بالمنطقة، لتنفيذ مخططاتهم، داعين المدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، وقائد الدرك الوطني، مناد نوبة، إلى التدخل عاجلا لتطهير المنطقة من المنحرفين وبسط الأمن فيها.