أصيب 15 شخصا بجروح وحروق إثر مواجهات دامية، استعملت فيها السيوف والزجاجات الحارقة ''المولوتوف'' بحي 168 مسكن ببراقي في العاصمة، أمس وأول أمس، بسبب نشوب خلاف بين سكان الحي ومرحلين جدد من حي ''الكاريار'' بباب الوادي. لم تكن الأجواء عادية نهار أمس في حي 168 مسكن ب''كوسيدار'' في براقي، حيث اندلعت مواجهات باستعمال الحجارة والسيوف والأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة، يقودها شباب ومراهقون منحرفون، ما حول الحي إلى منطقة حظر تجوال. وتزامن تواجد ''الخبر'' بالحي مع استمرار المواجهات التي لم تهدأ منذ ليلة أول أمس، في غياب تام لأجهزة الأمن. وتحدثنا مع عدد من سكان الحي الذين أكدوا بأن ''الوضع لم يعد يحتمل خصوصا أن الاعتداءات لا تهدأ ليل نهار''. ويقول أحد السكان: ''نحن نريد أن يتم ترحيل العائلات القادمة من حي ''الكاريار'' بباب الوادي، لأنهم لا يحترمون السكان السابقين من براقي''. وأضاف آخر: ''اضطررنا إلى عدم الخروج من منازلنا بسبب الاعتداءات المتكررة''. وتسببت المواجهات في إصابة 15 شخصا بجروح وحروق متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومن بين المصابين نساء طاعنات في السن وفتيات، أصبن بالحجارة والأسلحة البيضاء بسبب المواجهات التي استعملت فيها الزجاجات الحارقة والمفرقعات. الأكثر من هذا فإن المنحرفين الذين زرعوا الرعب في الحي يمتلكون بنادق صيد السمك، وسيوفا يزيد طولها عن 70 سنتيمترا. ويقذف المنحرفون شرفات المنازل والنوافذ بالحجارة، ما تسبب في تحطيم زجاج عدة منازل. واضطرت بعض العائلات إلى مغادرة الحي، إلى غاية عودة الهدوء، كون لم يعد أي شخص في مأمن، خصوصا النساء والفتيات. ويرجع سكان الحي أسباب المواجهات الدامية إلى خلاف تافه نشب بين سكان العمارة التي يقطن فيها المرحلون من ''الكاريار'' بباب الوادي، بعد أن منع أحد أقارب السكان من توقيف سيارته في الحي وزيارة أهله. وتطورت الأحداث ليأخذ هذا السبب ''التافه'' تجاها مغايرا، ولم تعد المواجهات الدامية تتوقف على مدار 24 ساعة كاملة. وتدخلت مصالح الدرك الوطني في عين المكان، وأدى ذلك إلى إصابة أحد الأعوان بجروح، فيما تم توقيف ثلاثة متهمين في إثارة أعمال الشغب والعنف. ويطالب السكان بضرورة ترحيل السكان الجدد، والمقدر عددهم بحوالي 60 عائلة، أو بناء مركز للشرطة أو الدرك لتوقيف المنحرفين ومتعاطي المخدرات، الذين حولوا بعض السكنات الشاغرة إلى بيوت لممارسة الرذيلة.