دخلت مصالح الدرك الوطني ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة منذ مساء امس في حالة استنفار قصوى على اثر نشوب ما يعرف بحرب العصابات بين حي كوسيدار وحي عين المالحة ، شارك فيها ازيد من 150 شابا ،حيث كادت ان تتفاقم الامور لولا تدخل اعوان الدرك الوطني على الساعة ال18.30 في محاولة للتحكم في الوضعية ونشر الامن بالمنطقة ، وكان مصدر موثوق قد اكد "للبلاد" ان المناوشات جرت بين قاطني العمارة رقم 700 والعمارة رقم 812 بحي كوسيدار قبل ان تنتقل الى حي عين المالحة القصديري بسبب تصفية حساب بين الطرفين ، وهي المواجهات التي اصبحت معروفة بالمنطقة بعد ان تم اسكان عدد هائل من سكان الاحياء القصديرية بعمارات حي كوسيدار ، وافاد ذات المصدر ان اغلب المرحلين من منطقة الباخرة المحطمة ببرج الكيفان واحياء بباب الواد والحراش، ما نتج عن العملية تكون عصابات من مختلف الاحياء السابقة ، منها عصابة خاصة بترويج المخدرات والمتعلقة بحي الباخرة المحطمة وعصابة الاعتداء بالسيوف التي تنتمي الى حي الحراش وعصابة اخرى بحي الكاريار ، وفي كل مرة تنشب حرب لانهاية لها بين احدى العصابات والاخرى لأتفه الاسباب ، ولا يتم الابلاغ امام مصالح الدرك الوطني او الامن خوفا من الانتقام، الامر الذي وضع المصالح الامنية في مازق خاصة مع انعدام اي دليل او اي بلاغ رسمي للإيقاع بالمتورطين... من جهة ثانية خلفت المناوشات التي جرت مساء اول امس عددا من الجرحى وتحطيم زجاج سيارتين كانتا مركونتين بحي عين المالحة الى جانب تخريب واجهة محل للجزارة ومحل اخر للمواد الغذائية ، قبل ان تصل معلومات الى مصالح الدرك الوطني التي تدخلت في الوقت المناسب والقت القبض على احد المتورطين المكنىّ" كوماتشو" الذي كان يحوز على سيف وتم تقديمه امام وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي . وكانت مصالح الدرك الوطني بجسر قسنطينة قد وضعت نقطة تفتيش دائمة بالقرب من حي كوسيدار لتوفير الامن ولكن المنحرفون يستعملون طريق اخرى متواجدة مابين العمارات للإفلات من المراقبة الامنية ، كما تم امس تعزيز تواجد فرق الدرك الوطني الخاصة بمكافحة اعمال الشغب بالحي بعد ورود معلومات عن رغبة شباب حي كوسيدار في الانتقام من سكان عين المالحة واحياء المواجهات من جديد فيما فتحت ذات المصالح تحقيقا موسعا في القضية. للإشارة فان حرب العصابات او ما اصبح يعرف بحرب ما بين الاحياء اخذت منعرجا خطيرا خلال الثلاثة سنوات الأخيرة على اثر اقدام ولاية الجزائر بترحيل سكان من مختلف الاحياء بوسط العاصمة الى بلديات بئر توتة وبئر خادم وعين النعجة ، ماخلف فوضى عارمة بين السكان الاصليين للمنطقة والوافدين الجدد لاسيما المنحرفين منهم والذين يريدون بسط قانونهم في الحي.