يتفاجأ زائر عاصمة الجنوب الشرقي ورقلة، من حالة التدهور البيئي الكبير الذي تشهده أغلب الشوارع والأحياء، وحتى داخل التجمعات السكنية وحواف المدينة بفعل كثرة الأوساخ وانتشار القمامة، وحتى بقايا أشغال البناء في الأماكن غير المخصصة لها، فضلا عن تراكم أكوام الرمل على الأرصفة وأمام الأحياء السكنية. يرجع العديد من المكلفين بملف البيئة ونظافة المحيط بالمنطقة، في تصريحهم ل"الشروق"، التدهور بالدرجة الأولى إلى غياب الحس البيئي لدى المواطن في ظل تسخير السلطات المحلية لإمكانات مادية وبشرية كبيرة، غير أنها تبقى غير كافية، فضلا عن الغياب الفعلي للجمعيات المختصة في المجال البيئي التي يبقى دورها مقتصرا على حملات التنظيف الموسمية وليس على توعية المواطن بتنظيم ندوات لترسيخ الحس البيئي لديه، بداية من المدارس حسبهم. ويتجلى انعدام الحس البيئي ونقص الوعي لدى المواطن في كيفية التصرف بالنفايات بصورة واضحة في أكوام النفايات بمختلف أنواعها وانتشارها في كل مكان من مدينة ورقلة، التي تعد واحدة من أكبر المدن الجزائرية وأعرقها. ويرى المكلف بملف البيئة ونظافة المحيط بالمجلس الشعبي البلدي، عبد الحميد زوزي، في تصريح خص به "الشروق"، أن الوعي البيئي لدى المواطن لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، ونظافة المحيط مسؤولية الجميع، وترتكز بالدرجة الأولى على المواطن الذي يعد السبب الرئيس في تفاقم المظاهر السلبية التي شوهت المظهر العام لعاصمة الواحات، والمسؤولية لا يتحملها عامل النظافة لوحده. وأردف محدثنا أن مضاعفة جهود القائمين على ذات الملف تكون بالتنسيق المستمر بين الجهات المعنية على غرار مديرية البيئة والمؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني، فضلا عن الجمعيات الناشطة في ذات المجال، حيث مكّن ذلك خلال ال 03 سنة الأخيرة من القضاء على 75 من المائة من النقاط السوداء التي شوهت المنظر العام للمدينة. وذلك من خلال رفع القمامة بشكل يومي عبر جميع أحياء وشوارع وكذا طرقات مدينة ورقلة.
عدم احترام مواقيت رمي القمامة يعيق عمل أعوان النظافة وتبقى التصرفات السلبية للمواطنين داخل الأحياء والتجمعات السكانية تعيق وبشكل كبير مهام أعوان النظافة، ومن أهمها عدم احترامهم مواقيت رمي القمامات بالرغم من الإعلانات التحسيسية والومضات الإشهارية كل مرة إلا أن الوضع يظل على حاله، حيث توجد بعض الأحياء والتجمعات السكانية في حالة يرثى لها، أين تقوم مصالح النظافة بتنظيفها بمعدل 03 مرات في اليوم الواحد على غرار شارع شي غيفارة وسط المدينة واحدا من أهم النقاط السوداء الذي يعرف انتشارا واسعا للقمامة بفعل كثافة الحركة التجارية التي يعرفها سواء من طرف تجار الجملة أم أصحاب عديد المطاعم والمقاهي. وفي ذات السياق، يشكل الرمي العشوائي لبقايا مواد البناء والردم والجبس الاصطناعي، وهي النفايات التي أصبحت منذ مدة مصدر إزعاج كبير للسكان خاصة مع دخول موسم الصيف حيث تجد الحشرات السامة والقوارض ملاذا لها على حواف المدينة، من بين الظواهر والسلوكيات السلبية التي عرفت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، التي مست حتى واحات النخيل بالخصوص بأحياء المخادمة، بوعامر، طريق بامنديل، بوعزات، حي سعيد عتبة. وعليه تبقى مسألة الارتقاء بوعي المواطن وتعميق ثقافة نظافة المحيط لديه أمرا ملحا إلى جانب توحيد الجهود بين السلطات المحلية والمجتمع المدني وكذا الحركة الجمعوية من أجل تجاوز هذه المظاهر وإعطاء وجه لائق لمدينة ورقلة بما يسمح بسموها إلى مصاف المدن النظيفة.