وسط كوخ من غرفتين، سقفه الصفيح، وجدرانه من الطوب والحجر، تحيط به القاذورات والأحجار، بجانب غابة، تسكن عائلة من 8 أفراد، في المنطقة الحدودية التابعة لبلدية بني راشد، بين ولايتي عين الدفلى، والشلف، وتقضي تلك العائلة أيامها في أجواء تختلف كلية عن باقي الجزائريين، حيث يقضي أفرادها يومهم في الحر، وليلهم بين الأفاعي التي كثيرا ما عثروا عليها داخل كوخهم بين الأفرشة !! وقد اضطرهم هذا الوضع إلى تربية القطط بكثرة من أجل القضاء على تلك الأفاعي، التي لا تعتبر مصدر خوفهم وقلقهم الوحيد، حيث تعاني هذه العائلة من فقر مدقع، وعاشت على صدقات المحسنين في شهر رمضان، كما تقوم بجلب الماء على ظهر حمار، وتعتمد على حفرة تقليدية في تصريف مياه القاذورات والصرف الصحي، وذلك في مشهد يعود إلى العصور البدائية. هذه العائلة تتكون من أب، وزوجته، إلى جانب 6 أطفال قصر، يقطعون مسافة تزيد على 4 كلم ذهابا وإيابا على أقدامهم من أجل الدراسة، ورغم أن رب هذه الأسرة عاطل ولم يجد عملا، فإنه يقول إن الجهات المعنية، أدارت ظهرها له، وتجاهلت نداءاته المتكررة، وبرغم حاجته للسكن، فإنه لم يستفد من سكن، ولا من إعانة مالية، ولا شيء آخر يقيهطلب صدقات المحسنين، التي تعد مصدر دخله.