يعود الكاتب أحمد بن سعادة، وهو الدكتور في الفيزياء والباحث الأكاديمي المتمرس ليكتب في الفكر والأدب والنقد بكتاب ينتقد فيه توجهات كمال داوود، حيث تعرض صاحب كتاب "أراباسك" الذي تطرق فيه إلى دور الولاياتالمتحدةالأمريكية في الثورات العربية، في مؤلفه الجديد كمال داوود: كولون، التحقيق المعاكس"الصادر عن منشورات " فرانس فانون" ينتقد فيه كمال داوود طريقة تعامله مع القضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين والمقدسات الدينية. وينتقد بن سعادة نظرة كمال داوود العدائية تجاه الجزائر وخاصة استعماله لمصطلحات مسيئة لأبناء بلده الذين ينعتهم دائما بالقذريين والمتطرفين وأصحاب الأسنان المسوسة. الكتاب قدمه له جاك ماري بورج الذي اتهم الكاتب الجزائري بالعمل لصالح المحافظين الجدد في فرنسا، خاصة بعدما كتبه حول حادثة "كولونيا" في ألمانيا، أين وصف كمال دواد المسلمين والعرب بالشذوذ الجنسي. وقال صاحب المقدمة إن كمال داوود يحاول التودد لتيار "ليفي" في فرنسا الذي ينظر لفكرة صدام الحضارات التي هي عبارة عن استعمار جديد مقنن. يتطرق أحمد بن سعادة إلى الإيديولوجية التي يدافع عنها كمال داود وإلى مفهوم الاستعمار الجديد، حيث اعتبر الكاتب كتابات كمال داوود تندرج في سياق التيار الذي يناصر المستعمر القديم ويحتقر العرب والمسلمين، وقد عددّ أسماء سارت على نفس النهج أمثال بوعلام صنصال وياسمينة خضرا وغيرهم من الذين ساروا على نهج "حب المستعمر واحتقار الذات". فصل الكتاب في مواقف كمال داود مثل اللغة العربية التي يقول إنها لغة الغزاة والمستعمرون العرب، ويتساءل الكتاب هل "الفرنسية التي يكتب بها داود ليست لغة المستعمر". صاحب الكتاب ينطلق من مبدأ أن كمال داود حر في أن يعتقد ما شاء ويكتب ما يشاء وأن يتناول الآفات والمشاكل ويطرح أرائه في كل الأحداث الدولية، لكن عليه أن يحترم بلده وأبناء وطنه، وينطلق أحمد بن سعادة في انتقاده لكمال داود من حادثه كولونيا بألمانيا، حيث كتب كمال داود يهين العرب والمسلمين ويتهمهم بالتطرف والشذوذ الجنسي حتى قبل أن يصدر تقرير القضاء الألماني، وكان مقال كمال داود في جريدة لومند الفرنسية مسيئا للعرب والمسلمين. واعترف الكاتب في نفس الكتاب أنه ملحد، لكنه لا يقبل شتم أي شعب بسبب دينه.