قتلت الشرطة الألمانية طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً بعدما قام بتنفيذ اعتداء بفأس وسكين على متن قطار، مساء الاثنين، في جنوب البلاد، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بالغة. وفي الوقت الذي تشتبه فيه السلطات الألمانية بدوافع جهادية للهجوم، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الاعتداء وقال إن المنفذ مقاتل في صفوفه. ووقع الاعتداء نحو الساعة 21:15 بالتوقيت المحلي (19:15 ت.غ) على متن قطار محلي يربط بين مدينتي ترويشتلينغن وفورتسبورغ في مقاطعة بافاريا (جنوب). وقال متحدث باسم الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس، إنه "قبل وقت قصير من الوصول إلى فورتسبورغ، هاجم رجل الركاب بفأس وسكين". وأضاف أن "هناك ثلاثة جرحى إصاباتهم بالغة، وآخرون إصاباتهم طفيفة". وعولج 14 شخصاً آخرين أصيبوا بصدمة. وأوضح المتحدث، أن المهاجم "تمكن من مغادرة القطار، وبدأت الشرطة بملاحقته، وخلال هذه المطاردة أطلقت النار على المهاجم وأردته قتيلاً". وبحسب وزير الداخلية المحلي يواكيم هيرمان، فإن فرقة تدخل خاصة من الشرطة الألمانية طاردت المهاجم، وأطلقت النار عندما حاول الشاب مهاجمتها بأسلحته البيضاء. وكانت هذه الوحدة متواجدة بالصدفة في المدينة من أجل مهمة أخرى، لذا تمكنت من الاستجابة سريعاً للإنذار. وأشار وزير الداخلية البافاري لقناة "أيه آر دي" التلفزيونية، إن "المهاجم أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً" وصل وحيداً من دون عائلته إلى ألمانيا. وأوضح أنه يقيم في منطقة أوكسنفورت، المجاورة للمكان الذي وقع فيه الاعتداء قرب فورتسبورغ، وكان محتضناً من قبل عائلة باعتباره قاصراً.
ارتباط محتمل بالتطرف نقلت فرانس برس عن المتحدث باسم هيرمان أوليفير بلاتزر قوله، إنه "من المحتمل جداً أن يكون اعتداء على صلة بالتطرف الإسلامي"، مشيراً إلى أن المهاجم صرخ "الله أكبر" خلال الهجوم. ومع ذلك، أشارت السلطات المحلية إلى أنها ستنتظر نتائج التحقيق لإصدار قرارها النهائي. وفي ماي الماضي، نفذ شخص مضطرب عقليا يبلغ من العمر 27 عاماً اعتداء مماثلاً بالسلاح الأبيض في محطة قطارات محلية، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة بجروح. وأثار الهجوم في البداية مخاوف من أن يكون منفذه "جهادياً" لأنه هتف "الله أكبر"، إلا أن الشرطة قالت في ما بعد إن الرجل ظهرت عليه أعراض الاضطراب. وفي حال تم التأكد من وجود دوافع جهادية خلف الاعتداء الجديد، وعلى يد طالب لجوء، فإن ذلك قد يعيد الجدل في ألمانيا حول سياسة الانفتاح السخية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تجاه اللاجئين. ورغم أن الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية تظهر عدم وجود أي صلة بين تدفق طالبي اللجوء وارتفاع الجريمة أو التهديد الإرهابي، فإن اليمين الشعبي الألماني خصوصاً يستغل موجة المخاوف هذه. ووصل أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا العام الماضي، معظمهم من السوريين الفارين من الحرب والاضطهاد. وللأفغان نسبة مهمة أيضاً من الوافدين الجدد. وحتى الآن، لم تستهدف الهجمات الجهادية ألمانيا، باستثناء عملية طعن في فيفري ضد شرطي نفذتها فتاة قاصر من أصل تركي تبلغ من العمر 15 عاماً، في محطة هانوفر للقطارات (شمال). وأظهر التحقيق وجود دافع جهادي لدى الفتاة، التي سعت قبل فترة وجيزة للسفر إلى سوريا عبر تركيا من أجل الانضمام إلى تنظيم "داعش". "داعش" يتبنى ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش"، الثلاثاء، أن منفذ عملية الطعن في قطار في ألمانيا مقاتل في التنظيم. ونقلت الوكالة عن "مصدر أمني" قوله "منفذ عملية الطعن في ألمانيا هو أحد مقاتلي الدولة الإسلامية". وأضافت أن الهجوم الذي تسبب ليل الثلاثاء-الأربعاء، بجرح أربعة أشخاص قبل أن يقتل منفذه الأفغاني برصاص الشرطة جاء "استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل الدولة الإسلامية". وهي المرة الأولى التي يتبنى فيها التنظيم الجهادي هجوماً في ألمانيا.