يؤكد المنتج والممثل زكريا رمضان أنّه لا توجد سينما أكشن في الجزائر وأفقها مظلم، في ظلّ التقشف ونقص التمويل، مشيرا ل"الشروق" أنّ نجوم فيلميه "الجزائر للأبد 1 و2" من هوليود ليسوا كبارا في السن بعد الانتقادات الموجهة إليه، وكشف رمضان أنّ فيلمه الثاني بمزانية 8 مليون دولار وستفجر فيه 30 سيارة ويستخدم في مشاهده الرصاص الأبيض. نبدأ من فيلمك الثاني الذي تحضر له بعد "الجزائر الأبد"، هل من مستجدات بهذا الخصوص؟ هذا الفيلم "الجزائر للأبد 2 " من نوع الأكش، وهو الثاني بعد فيلم الحركة الأولّ "الجزائر للأبد"، لكن العمل هذه المرّة بميزانية تمثلّ ضعف ميزانية الفيلم الأولّ المقدرة ب4 ملايين دولار، بسبب عدة عوامل منها أنّنا لم نملك وقتها الإمكانيات الكافية لصنع فيلم كبير، وبالتالي أنجزنا عملا بحسب الميزانية، لكن هذه المرّة العمل سيكون ضخما بعد أن وضعت فينا الثقة والفيلم يخرجه جون بابتيست الذي يشارك كعضو لجنة تحكيم في منافسة الأفلام الطويلة بوهران.
من سيؤدي أدوار الفيلم؟ الممثل الأمريكي جون كلود فاندام، الذي سيؤدي دور البطولة، حيث سيظهر طوال زمن العمل عكس ما حدث في الفيلم الأولّ "الجزائر للأبد" أين ظهر نجم الملاكمة الأمريكي تايسون في بضع دقائق فقط، بالإضافة إلى ممثلين جزائريين منهم من شارك في "الجزائر للأبد" كعثمان بن داود ومراد خان وأخرين.
أين وصل التصوير؟ بدأنا في تصوير أحداث القصة أكتوبر الفارط، لكن العمل يسير بوتيرة متواضعة بسبب البيروقراطية والمشاكل الإدارية، كما أنّ العمل ضخم ويتطلب السير وفق طريقة معقولة، فضلا على أنّه يصور أيضا في دبي وفي الصحراء الجزائرية وباريس والعاصمة، ولحد الآن نحن نصور في وهران والعاصمة،وبالموازاة نحن نحضر لإنجاز "ليكاسكاد" ضخمة وسنفجر 30 سيارة، لانّ القصة تحمل مشاهد مثيرة فيها تفجيرات وسلاح يستخدم فيها أيضا الرصاص الأبيض وبالتالي فعمل كبير ينتظرنا بالنظر إلى بعض الصعوبات التي وجدناها بخصوص التحضير لهذه المشاهد وهذه العناصر التي تتطلب تراخيص من قبل الجهات الأمنية ووزارة الثقافة.
كمنتج وممثل في أفلام الأكشن، كيف ترى واقع هذه الصناعة في بلادنا؟ صراحة، لا نملك صناعة أكشن في الجزائر ولا وجود لها منذ نشأة السينما الجزائرية، فأولّ فيلم في هذا الصنف هو "الجزائر للأبد1"، لأنّ الأكشن يجب أن يكون له مخرجين مختصين في سينما الحركة و"مغامرين"، لكننا لا نملك في الجزائر هذه المؤهلات والوسائل، لكن أعتقد أنّ فيلمي هو الوحيد في الأكشن بالجزائر والذي تم تسويقه إلى عديد البلدان في العالم بالرغم من أنّه ليس فيلم بميزانية كبيرة جدا أو بنفس قوة أفلام الأكشن الأمريكية لقلّة الإمكانيات، لكن أؤكد أنّ العمل الثاني ضخم وسيكون في المستوى.
هناك من ينتقد ويقول إنّك تجلب النجوم "الكبار في السن"، ما ردّك؟ لا، فمثلا فون دام ليس كبير في السن ومن منّا لا يعرفه، لكن أعتقد أنّ الممثل لا يكبر في السن، سيظلّ ممثلا وجاهز لكلّ الأدوار، فهي مهنته كما الطبيب صغير في السن أو كبير يظلّ طبيبا.
هل بإمكانك الاستعانة بنجوم آخرين صغار في السن غير فوندام؟ أستطيع ذلك، لكن للممثل فوندام شهرة واسعة وجميع الجزائريين يعرفونه، وهو ممثل حركة، فاختياري له نابع من هذا الأساس، كما مايك تايسون في الفيلم الأولّ يظلّ بطلا ولا ترتبط مشاركاته في السينما بالسن، لذلك مشاركته في فيلم جزائري تعدّ إضافة مهمة، كذلك فوندام بالرغم ما يقال عن سنّه، لكن للدليل انتهى مؤخرا من تصوير فيلم مع المخرج ريديو سكوت.
هؤلاء النجوم الذين تتعامل معم هل يشترطون أموالا ضخمة؟ يختلفون من ممثل لأخر، لكن يبقون "عمالا" يتقاضون أجرا عن عمل قدموه سواء هم أو التقنيين أو غيرهم، وبما أنني منتج أقوم بمفاوضات معهم حول السعر، وأفعل المستحيل ليشارك بسعر غير مبالغ فيه، كما أحرص على حضوره إلى الجزائر لأنّ قدومه إلى الجزائر هو أمر صعب للغاية، لأنّ منهم من يعتقد أنّ بلادنا بها الإرهاب وشعبها يعيش في الخيم، وهي فرصة لأبيّن لهم أنّ الجزائر بلد متطور ومتقدم، فأولّ أمر صعب هو إقناعهم بالمشاركة والمجيء للجزائر وبالتالي نقوم بعملين سينمائي ودبلوماسي لتقديم صورة جميلة عن البلاد، وهذا ما أسعى إليه دائما من خلال إبراز نضال الجزائريين وأنّهم شعب متطور وأنّ الأمن الجزائري هو الأفضل وغيرها من هذه النقاط، كما فعلت في الفيلم الأولّ، حيث قدمت مشاهد عن جمال وهران من السماء بعد أن صرفت أموال كبيرة في هذا الجانب، لكن الفيلم دخل قاعات سينمائية بدول عديدة وروّج للجزائر وهذا هو الأهمّ، بالمقابل هناك أفلام عن العشرية السوداء والواقع الاجتماعي لكن أنا ضدها لأنني أسعى لتقديم سينما وصورة جميلة عن البلد.