تشهد منطقة خلاف في بلدية بريزينة بالبيَّض، هذه الأيام توافد غير مسبوق لطالبي العلاج بالردم في الرمل الساخن بعد نجاح التجربة، حسبما صرح به شهود عيان في السنوات الفارطة، فبالرغم من الحر الشديد الذي تشهده منطقة بريزينة بحكم مناخها الشبه صحراوي، إلا أن ذلك لم يمنع طالبي العلاج بالردم من شد الرحال فرادى وجماعات من أجل العلاج من مختلف الأمراض التي لها علاقة بالبرد وبخاصة عند الشيوخ وكبار السن من المصابين بمرض الروماتيزم. وحسب شيخ وهو أحد ممتهني العلاج بالردم، فإن هذه هي الفترة المناسبة للردم بالرمل الساخن، حيث يشترط في البداية وقبل الشروع في حصص الردم والتي تختلف من شخص لآخر حسب حالته وقدرته على التحمل ولا يشرع في حصص الردم إلا بعد التأكد من أن حالته الصحية جيدة وغير مصاب بالضغط أو مرض القلب ليتم بعدها الشروع في اختيار المكان المناسب، لأن من شروط رمال الردم أن تكون بها ذرات كهرومغناطيسية تتفاعل مع أشعة الشمس البنفسجية لتساعد على إخراج الرطوبة من جسم المريض وتدوم مدة الردم من ثلاث إلى سبعة أيام حسب طبيعة المرض، كما تختلف فترة القيام بحصة الردم بين فترة الذروة وما بعد الظهيرة وما بعد العصر، حيث يتم ردم كافة أجزاء الجسم مع الإبقاء على الرأس تحت مظلة ويتم تزويده بالماء الشروب شريطة أن لايكون شديد البرودة. وبعد الانتهاء من حصة الردم يقدم له شرابا ساخنا عادة ما يكون كوب من الأزير، ويتناول بعدها طبق الحريرة بنبتة القرطوفة الغنية بالمواد الطبية الطبيعية ويتبع المصاب بأمراض البرد والروماتيزم، برنامج غذائي كامل متوازن طوال أيام العلاج. مجربو العلاج بطريقة الردم بالرمال الساخنة تحدثوا للشروق عن فعاليته على الأقل من خلال التجربة التي قاموا بها، حيث كشف لنا السيد "ق. طاهري" بأن حالة جسمه الصحية قد تحسنت منذ أن داوم خلال الخمس سنوات الفارطة على الردم بصحراء بريزينة المعروفة بغنى رمالها الذهبية وقربها من مقر سكناه، وهو يعتزم التنقل هذه السنة إلى مخيم تاغيت للردم والتخلض من جملة أمراض باطنية حسب ما نصحه به مجربون، أما الطبيب سعيدي وهو من المهتمين بالطب البديل، فقال إنه لاتوجد دراسات علمية حول تقنية العلاج بالردم من أمراض الجلد أو الروماتيزم بالطريقة المعمول بها داخل المجتمع الجزائري كما هو الشأن بالعلاج المعدني، حيث يستعمل الرمل للعلاج من مختلف إصابات العظام، وهو مقوي لبنية الجسم.