أعلن ممثل روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أليكسي بورودافكين، أن موسكو تعتقد أن واشنطن لم تعد تطالب باستقالة الأسد فورا. وقال بورودافكين في حديث مع وكالة إنترفاكس: "أجل، بدون شك نحن ندرك ونعرف أن الولاياتالمتحدة لم تعد تتحدث عن استقالة فورية للأسد". وأضاف بورودافكين: "لقد عدلت واشنطن بعض الشيء موقفها من هذا الموضوع وهو بات الآن يتلخص في أنه لم يعد لدى الأسد أي مستقبل سياسي في سوريا، ولكن على الرغم من ذلك لم تعد واشنطن تطالب بأن يقدم الرئيس الأسد استقالته على الفور". بهذا الشكل رد الدبلوماسي الروسي على سؤال حول هل لاحظت موسكو وجود تغيير في موقف واشنطن من الأسد؟ ووفقا للدبلوماسي الروسي، فقد تبين أن إعلان مجموعة الرياض المعارضة السورية حول ضرورة تقديم الأسد استقالته فورا، أعطى نتائج عكسية ولم يعد يحظى بأي تأييد من الشركاء الغربيين وفي المنطقة، لأن الجميع أدركوا أن رحيل الأسد يهدد بتكرار السيناريو الليبي والعراقي في سوريا. ميدانياً، أفادت مصادر عسكرية بأن وحدات الجيش السوري تتقدَّم في مدينة حلب في محيط طريق الكاستيلو ومنطقة الليرمون، واستكملت السيطرة على معظم منطقة المعامل بالإضافة لسيطرتها على مبان بالقرب من طريق الكاستيلو، معززة بذلك محاصرتها للأحياء الشرقية من مدينة حلب والتي تسيطر عليها الفصائل المسلحة بالإضافة لتعزيز حصارها الناري لحي بني زيد. وحسب المعلومات الواردة من حلب فقد تمكنت وحدات النخبة في الجيش السوري من إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى داخل مدينة حلب وإحكام الطوق على المسلحين بعد أن سيطرت على مجمع الكاستيلو شمال المدينة، ليصبح بذلك الطريق بأكمله تحت إشرافها، كما فتح الجيش معابر للمدنيين للخروج من الأحياء المحاصَرة. وقال مصدرٌ عسكري أن الجيش فصل بين الأحياء الشرقية وبين مناطق كفر حمرة وحريتان وعندان بشكل نهائي، متقدِّما عبر محوريْ الملاح والليرمون، ما أتاح لوحدات الاقتحام السيطرة على مجمع "الكاستيلو السياحي" ومهّد لإسقاط طرق إمداد المجموعات المسلحة بين بني زيد والريف الشمالي. ووفق المصدر، فقد سيطر الجيش على عددٍ من المعامل في منطقة الليرمون، ودخل أكثر بالعمق المسلح، في ظل الانهيارات المتتالية في صفوف "جبهة النصرة". ونتج عن العملية مقتل العشرات من المسلحين التابعين لحركة "نور الدين الزنكي" التي ذبحت منذ ايام طفلا فلسطينيا في ال12 من عمره، وتم تدمير دبابة وعربات مزودة برشاشات تحمل أعلام "النصرة". على صعيد آخر، تمكنت وحدة من الجيش السوري بعملية نوعية حسب وكالة "سانا"، من تحرير 14 مختطفا من أحد سجون تنظيم "جبهة النصرة" في بلدة صيدا بريف درعا. ميدانياً دائماً، قتل 44 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح أمس الاربعاء في تفجير انتحاري تبناه تنظيم "داعش" في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، وهو الأكبر في هذه المنطقة منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من خمس سنوات. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصادر طبية وصول جثامين 44 شهيدا اضافة إلى 140 جريح إلى عدد من مشافي القامشلي بعد تفجير ارهابي انتحاري لسيارة مفخخة في القسم الغربي من المدينة، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 48 قتيلا بين مدنيين وعناصر من القوات الكردية. وذكرت القيادة العامة لقوات الاسايش الكردية في بيان ان التفجير نجم عن "شاحنة مفخخة" كان يقودها انتحاري. وأظهرت الصور دمارا هائلا في شارع واسع على جانبيه مبان مدمرة جزئيا وتصاعد الدخان من عدد منها.