أعلن النظام السوري تمديد التهدئة في كامل أنحاء سوريا لمدة 72 ساعة للمرة الثانية على التوالي، في وقت يواصل عملياته العسكرية في منطقة حلب في شمال سوريا حيث حقق تقدماً طفيفاً، الثلاثاء. وأعلنت قيادة الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مساء الاثنين: "تمديد مفعول تطبيق نظام التهدئة في جميع أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة 72 ساعة بدءاً من الساعة 00:01 يوم 12 جويلية حتى الساعة 23:59 يوم 14 جويلية". ومنذ إعلانها للمرة الأولى في السادس من جويلية لمناسبة عيد الفطر ثم تمديدها مرة أولى، لم تسر الهدنة على منطقة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة يتخللها قصف جوي وبالقذائف. وتدور معارك عنيفة في مدينة حلب وتحديداً في منطقتي بني زيد الواقعة على خط تماس بين قوات النظام والفصائل، ومنطقة الليرمون الصناعية عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن "قوات النظام تمكنت من التقدم في الليرمون وسيطرت على مبان عدة"، وتتزامن المعارك "مع قصف جوي روسي وسوري على مناطق الاشتباك". وتستخدم الفصائل المقاتلة منطقتي بني زيد والليرمون لإطلاق القذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام. ولذلك تسعى الأخيرة، وفق عبد الرحمن، لإبعاد خطر القصف عن هذه الأحياء، حيث قتل أكثر من 40 مدنياً جراء القذائف، الجمعة. وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ 2012 السيطرة على أحياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا وأحد الرهانات المحورية في الحرب. وخلال التهدئة المعلنة، أغلقت قوات النظام الخميس طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، بعدما تمكنت من السيطرة عليه نارياً وواصلت التقدم باتجاهه لتصبح على بعد حوالي 500 متر منه. ونفذت الفصائل المقاتلة هجوماً مضاداً لإعادة فتح الطريق من دون أن تنجح في تحقيق خرق. ويربط طريق الكاستيلو الأحياء الشرقية بريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولاً إلى تركيا. ويحاول الجيش التقدم للسيطرة على الطريق بالكامل وبالتالي إطباق الحصار على أحياء المعارضة التي يقطنها حوالي مائتي ألف شخص، بحسب المرصد، وبدأت تشهد أزمة تموين وارتفاعاً في الأسعار. وأكد عبد الرحمن، إن التهدئة لا تطبق على جبهات أخرى أيضاً. وقال "هناك اشتباكات في حمص وحماة (وسط) واللاذقية (غرب). هناك هدوء في درعا (جنوب) فقط".