كرّس الإعلان، الخميس، عن مصرع الطفلة "نهال"، تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال في الجزائر، رغم تلويح السلطات منذ فترة ليست بالقصيرة بوضع حدّ ل (بعبع) حرص المسؤولون على التهوين منه، لكن ما تجتره سنة 2016 يفرض تحويلا حازما للسواكن إلى متحركات في بلد يحتل المرتبة الأولى في الوطن العربي من ناحية تسجيل قضايا الاختطاف بواقع 1349 قضية ما بين اختطاف واختفاء في الجزائر منذ الاستقلال. في "الغرافيك التالي"، يذكّر "الشروق أون لاين" بأشهر الاختطافات التي طالت فئة الأطفال منذ سنة 1993، على النحو التالي: 3 مارس 1993: أول حالة اختطاف مست أطفالا في الجزائر، وذكر "مصطفى خياطي" أنّ التحريات آنذاك كشفت شبكة امتدت أذرعها إلى ألمانيا وتركيا، وكانت تقوم بالمتاجرة بكلى الأطفال. 25 فيفري 2008: بعد توقف استمرّ 15 سنة، تعرّض الطفل "عبد الفتاح" (10 سنوات) إلى اختطاف من لدن مجهولين على مستوى بلدية "بن مهيدي" التابعة لولاية الطارف، وأسهمت سرعة تبليغ الوالد وحراك الشرطة القضائية في العثور على عبد الفتاح بعد ساعتين عن فقدانه، حيث وُجد مغشيا عليه، وتلت تلك الحادثة 4 وقائع أخرى بالمنطقة ذاتها. 1 أفريل 2008: اختطاف البرعم "ياسين بوشلوح" (4 سنوات) من أمام منزله الواقع ببلدية برج الكيفان في ضاحية الجزائر الشرقية، وعُثر على جثته بعد 50 يوما في بئر قريبة صباح 19 جوان 2007. 20 ديسمبر 2012: اختطاف الطفلة "شيماء يوسفي" (8 سنوات) ببلدية معالمة في زرالدة، وجرى اغتصابها ثمّ قتلها، وعُثر على جثتها مرمية بجوار أحد قبور منطقتها في 22 ديسمبر 2012. 27 ديسمبر 2012: العثور على جثة الطفلة "سندس قسوم" (6 سنوات) ملفوفة داخل كيس بلاستيكي بخزانة داخل منزلها الكائن في حي قاسي بوجمعة التابع لبلدية الدرارية غربي العاصمة عقب ثلاثة أيام عن اختفائها، وتوصلت التحريات إلى أنّ الجانية كانت زوجة العم التي كانت تعاني اضطرابات نفسية. 9 مارس 2013: اختطاف الطفلين "هارون زكرياء بودايرة" (9 سنوات) و"إبراهيم حشيش" (8 سنوات) على مستوى الوحدة الجوارية 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، وعُثر على جثة "هارون" زوال الثلاثاء 12 مارس 2013 بورشة بناء داخل كيس نفايات أسود، بينما جرى اكتشاف جثة الطفل "إبراهيم" داخل حقيبة بعد أن رماها أحد المجرمين من الشرفة خوفا من افتضاح أمره. 21 جويلية 2013: حكم قاضي الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، بالإعدام في حق "مامين" و"حمزة كاتاستروف" المتهمين باختطاف والاعتداء الجنسي وقتل الطفلين "هارون" و"إبراهيم"، فيما حكم على المتستر عليهما "بلال/ ب" ب10 سنوات حبسا نافذا، إثر محاكمة دامت 8 ساعات كاملة. 15 سبتمبر 2015: اختفاء الطفل أنيس محفوظ بن رجم (5 سنوات) على العاشرة صباحا، وبعد 19 يوما من البحث، جرى اكتشاف جثة أنيس متعفنة في مجرى للصرف الصحي بميلة في 4 أكتوبر 2015، وكشفت تحقيقات الطب الشرعي، أنّ الضحية مات جوعا بعد أن تم وضعه داخل كيس مخصص للتبن. 2 نوفمبر 2015 : تحرير "هولييودي" للطفل "أمين ياريشان" بعد 14 يوما من اختطافه على يد قريب والده بضاحية العاصمة الشرقية، وهي حادثة كشفت الغطاء عن شبكة كبيرة لتهريب المخدرات على محور الجزائر – فرنسا. 1 أفريل 2016: بعد 14 يوما من مسلسل الاختفاء الغامض للطفل محمد أمين حليمي البالغ من العمر 14 سنة، انتهت فصول الحادث بخبر هز المنطقة وهو العثور عليه ميتا داخل خزان مائي يقع بمشتة البراكتية ببلدية مداوروش بولاية سوق أهراس، وجرى توقيف 4 أشخاص مشتبه فيهم، وتورطهم في الحادثة للتحقيق معهم. 30 جوان 2016: عثر عناصر الشرطة على الطفل "ياسين سعودي" البالغ من العمر 14 سنة، بمحطة نقل المسافرين ببوسعادة، بعد اختفاء دام 12 يوما، وكان ياسين خرج يوم 18 جوان، من منزله الواقع بحي 5 جويلية لأداء صلاة العصر، غير أنه لم يرجع واختار السفر مع سائق سيارة أجرة إلى محطة المسافرين بالخروبة في العاصمة. 29 جويلية 2016: تحرير الطفل "ب.ن" (14 سنة) وتقديم المتورطين في القضية وهما على التوالي "ل. إ" 22 سنة و"ن.أ"، 20 سنة، إلى العدالة. 4 أوت 2016: حسم وكيل الجمهورية بولاية تيزي وزو رسميا بإعلان مصرع الطفلة "نهال سي محند" بالإعلان أنّ تحاليل الحمض النووي أثبتت أنّ تحليل الجثة التي تم العثور عليها أثبتت أنها للطفلة التي اختفت في 21 جويلية 2016 بقرية آيت علي ببلدية أيت تودر بواسيف بتيزي وزو.
شاهدوا هذا "الغرافيك"
200 حالة في 2015 سبق لوزير العدل، حافظ الأختام الطيب لوح، أن شدّد على كون عدد حالات الاختطاف التي طالت الأطفال القصر بلغت السنة المنصرمة 15 حالة متبوعة بالقتل العمدي أو الاعتداء الجنسي أو طلب فدية، خلافا لمواجع غير رسمية تحدثت عن أزيد من 200 حالة اختطاف للأطفال في 2015. ودعا الوزير قبل فترة إلى "تفادي التهويل الإعلامي" على حد قوله، ودعا إلى "تناول ظاهرة اختطاف الأطفال بموضوعية" (..)، مذكرا بأنّه "في الكثير من الأحيان يتم نشر أرقام عن حالات اختطاف، يتضح بعد التحقيقات أنها تتعلق باختفاء طوعي للأطفال لأسباب عائلية أو مدرسية أو حوادث ينعدم فيها الطابع الجنائي".
50 ألف حالة عنف كشف "مصطفى خياطي" رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي، عن تسجيل أكثر من 50 ألف حالة عنف ضد الأطفال سنويا ودق ناقوس الخطر حول ظاهرة عمالة الأطفال التي قاربت نصف مليون طفل. وأفاد "خياطي" أنّ معظم الاعتداءات على الأطفال لا تزال "غير مسجّلة"، داعيا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة ظاهرة العنف ضد الأطفال التي أخذت منحى خطيرا. وكشف خياطي عن تفاقم ظاهرتي التسرب المدرسي والعمالة لدى الأطفال، حيث تسجل الجزائر، سنويا ما يقارب 500 ألف حالة تسرب من المدرسة وهو ما يمثل 2 مليون طفل كل 4 سنوات، لا يذهب منهم أكثر من 300 ألف إلى التكوين المهني، حيث يتشرد 20 ألف منهم ويذهب البقية إلى العمالة. وحول ظاهرة اختطاف الأطفال، قال المتحدث ذاته إن القضية في الجزائر لا تشكل ظاهرة بحيث لا تتجاوز حالات الاختفاء أكثر من 150 حالة أغلبها لتصفية حسابات وقضايا ابتزاز.