تعاني مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة كغيرها من القرى والمناطق النائية المجاورة لها، على غرار الخويلدات وحاسي البكرة، من الغياب التام لمرافق الترفيه والتسلية، وهو ما أضحى ينغص حياة السكان، رغم ما تتوفر عليه البلدية من بحبوحة مالية، باعتبارها من أغنى البلديات. تشهد الساحات المحاذية لمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة في الجهة الشرقية في الآونة الأخيرة توافدا معتبرا للعديد من العائلات، خلال الفترة المسائية من أجل الراحة والترويح عن النفس بعد ساعات طويلة خلال النهار تقضيها هذه العائلات في المنازل في ظل غياب مرافق الترفيه بالمدينة، وأمام الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة بالمنطقة، حيث أصبحت هذه الظاهرة تتكرر كل مساء بالساحات الموجودة خارج المدينة في وسط الصحراء على بعد حوالي 5 كلم من مدينة حاسي مسعود، ما يبرز حجم المعاناة التي يواجهها سكان المنطقة، خاصة في فصل الصيف، حيث لا تجد العديد من العائلات والأطفال الصغار مكانا تلجأ إليه لأخذ قسط من الراحة والترفيه عن النفس بعد نهار طويل تقضيه العائلات في البيوت وأمام المكيفات الهوائية، والتي أصبحت العديد من العائلات بالمنطقة تشتكي منها نظرا للأضرار الصحية التي تسببها هذه الأجهزة لفترات طويلة من استعمالها بسبب درجات الحرارة المرتفعة. وبالرغم من الشكاوى والمطالب التي يرفعها سكان المدينة للجهات المسؤولة، إلا أنه لا شيء تغير، حيث لا يوجد ولا مرفق ترفيه واحد مخصص لسكان المنطقة قد يستفيدون منه، خاصة في الفترة الصيفية، على غرار مسبح بلدي أو حديقة للتسلية، ورغم مرور سنوات عديدة لم يتغير المشهد بدائرة حاسي مسعود، فبالإضافة إلى انتخاب مجلس بلدي خلال السنوات الأربع الأخيرة لم يتغير شيء حسب ما صرح به العديد من سكان المدينة للشروق في وقت سابق، حيث أكد بعضهم أن البلدية شهدت إلى غاية العهدة الأخيرة للمجلس البلدي الحالي غيابا تاما من حيث تسيير شؤون البلدية نظرا للملاحقات القضائية التي كانوا يتعرضون لها، ما أدى إلى توقف العديد من المشاريع بها خلال هذه العهدات، حيث أسندت مهمة تسيير شؤون البلدية إلى رئيس الدائرة ما يعني تسيير الأمور الإدارية فقط فيما يخص البلدية، ورغم مرور كل تلك السنوات وتوقيف الكثير من المشاريع بها إضافة لصدور مرسوم حكومي في سنة 2004 يلزم بتجميد كل المشاريع الخاصة بالبناء بالمنطقة، كل ذلك ساهم في تراجع التنمية بنسبة 90 في المائة، علما أن المرسوم الأخير مازال ساري المفعول فيما يخص التوسع العمراني للبلدية، إلا أن عموم سكان المنطقة يتهمون المجلس البلدي الحالي بالتقصير في دفع عجلة التنمية، خاصة ما يتعلق بتوفير المرافق، فهناك العديد من المساحات الفارغة بمحيط البلدية، إضافة لوجود العديد من البنايات الشاغرة والتي بقيت مغلقة ولم تستغل في مثل هذه المشاريع.