قال مجموعة من أطفال منطقة ميموزا بحي 20 أوت بقسنطينة للشروق، إن صبرهم قد نفد، من وعود سابقة من مصلحة المساحات الخضراء ببلدية قسنطينة، التي وعدتهم بتعويض أشجارهم التي قُطعت بمنشار هذه المصلحة، في بداية شهر أفريل الماضي، التي سهروا لأجل زرعها والعناية بها لعدة سنوات وقرروا اللجوء إلى العدالة، وكانت مصالح البلدية قد وعدت بتغطية المكان ببساط طبيعي أخضر، وغرس العشرات من أشجار الزينة، ليتوقف احتجاج السكان في انتظار تحقيق الوعود. وعلمت "الشروق" أن الأطفال وعن طريق أوليائهم باشروا إجراءات رفع دعوى قضائية بالاعتماد على محام معروف، مستندين إلى صور عن المساحة الخضراء، كيف كانت، عندما اعتنوا بها وعن صور لعمليات القطع العشوائية التي أبادت أشجارا عمرها عشرات السنوات وعن حالتها حاليا. وقال المحامي مصطفى الأنور للشروق، تعقيبا على الحادثة، إن الأطفال لا يمتلكون الأهلية أولا للتقاضي، ونبّه إلى أن مسار المقاضاة من المفروض أن تكلّف به جمعيات مثل جمعية الحي، التي علمنا أنها توجهت إلى البلدية، فتلقت وعودا شفوية فقط، كما توجهت إلى المكلف بالمساحات الخضراء ولكنه غاب عن مكتبه، وطرح الأستاذ أنور في حديثه للشروق اليومي قضية عقد الملكية لأجل مقاضاة البلدية التي ربما استندت على المصلحة العامة، ولكن الأطفال لا يمكنهم التقاضي وعليهم توكيل من يمتلك الأهلية أي البلوغ وهذا ما ساروا عليه فعلا. وكانت مصالح من بلدية قسنطينة، قد تنقلت في بداية شهر أفريل الماضي بشاحناتها ومناشرها في حملة إبادة لحديقة من الأشجار الجميلة التي غرسها المواطنون على منطقة قاحلة طوال العشرين سنة الماضية، وبلغ علو بعضها أكثر من 30 مترا، وقد تنقلنا إلى مقر مصلحة المساحات الخضراء الكائن بحي بوجنانة للاستفسار عن الموضوع، ولكن غياب المسؤول الأول، حال دون نقل رأيه في القضية. والد طفل من الغاضبين على إبادة الأشجار، قال للشروق اليومي، إن ما قام به مواطنان من مدينة عين مليلة، بولاية أم البواقي مؤخرا، عندما حرّرا دعوى قضائية ضد كل من الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز، والوكالة التجارية لاتصالات الجزائر، بسبب تحريرهما لجميع الوثائق الصادرة عنهما باللغة الفرنسية، هو الذي شجعهم لأجل سلك خيار المقاضاة، لأن البلدية وعدت ومرّت الآن أكثر من أربعة أشهر من دون أن تتحقق هذه الوعود.