صورة للمستثمرة المعتدى عليها/ تصوير: احميدة.غ خسائر بالملايير وثمن الشجرة الواحدة 25 مليون سنتيم تسلّلت عصابة مجهولة الهوية إلى داخل المستثمرة الفلاحية رقم 4 بتسالة المرجة بمقاطعة بئر توتة بالعاصمة وقامت بقطع ما يزيد عن 219 شجرة مثمرة للبرتقال من نوع "تامسو"، قيمة الشجرة الواحة تعادل 25 مليون سنتيم، مرتكبين بذلك أكير جريمة إقتصادية في حق البيئة والإقتصاد في آن واحد. * * وسط حقول المتيجة عاينت "الشروق" صبيحة أمس موقع "الجريمة" التي ارتكبتها جماعة من اللصوص عديمي الضمير في حق الشجرة المقدّسة منذ أقدم العصور، ولاذت بالفرار دون أن يلقى عليها القبض من قبل مصالح الأمن أو مصالح الدرك الوطني لتسالة المرجة المختصة إقليميا. * عشرات من أشجار البرتقال من نوع "تامسو" في عزّ إثمارها طالها المنشار في ساعات متأخرة من الليل تذرف دموع كل من يشاهدها ملقاة وسط الحقل، والمخزي في الأمر أنه حتى حارس المستثمرة لم يتمكّن من اكتشاف جماعة اللصوص وسط الظلام الدامس والأشجار الكثيفة المحاطة بمزرعة "كرّار محفوظ" ولم تتمكّن كلاب الحراسة المتواجدة هناك من وقف "الجريمة" نظرا لشساعة المستثمرة التي تفوق مساحتها خمسة هكتارات، هناك أكّد لنا أحد المتعاملين مع أصحاب المستثمرة أنه يستحيل عليه مراقبة هؤلاء قائلا "المجرمين يستعينون بحيل شيطانية لمراقبة المستثمرة وقبل الشروع في قطع الأشجار يحيطون بالمستثمرة أولا وبعدها يتسلّل البعض لإنتهاك المزرعة، في حين يبقى البعض الآخر يراقب من بعيد". * * 7 جرائم متتالية في ظرف عام * وإلى غاية اكتشاف المتسببين في هذه المجزرة، أفاد المدعو "بن عزو علي" أحد المستفيدين من المستثمرة الجماعية باسم زوجته أن عملية قطع الأشجار بدأت العام الماضي وفي نفس هذه الفترة، وقبل ذلك كان هذا الأخير قد قدّم تقريرا مفصّلا لوالي العاصمة مفاده التجاوزات المرتكبة من طرف بعض أعضاء المستثمرة، ما دفع -برأيه- بهم إلى مقاضاته في مجلس قضاء البليدة وبعد رفض الدعوى، لجأوا إلى تخريب قسمته الداخلية من المستثمرة والتي تقدّر مساحتها ب 5 هكتارات تم غرسها منذ 7 سنوات بتسريح من المصالح الفلاحية لولاية الجزائر. * ويشير تقرير هذا الأخير الذي تحصّلنا على نسخة منه أن العملية الأولى من التخريب تمّت بتاريخ 31/08/2008 أين تم قطع 9 أشجار ودفعت بالضحية "ب.ع" إلى تقديم شكوى لدى محكمة بوفاريك، والثانية استهدفت 44 شجرة مثمرة في 25/09/2008 بنفس المستثمرة ومحضر المعاينة يثبت ذلك والثالثة كانت بتاريخ 02/11/2008 اين تم قطع 39 شجرة، و32 شجرة في 06 /01/2009 و40 شجرة من 5 إلى 6 أفريل الماضي و17 شجرة في 19ماي 2009. * وكانت عملية بحر هذا الأسبوع آخر عملية طالت ما يقارب 26 شجرة للبرتقال وبالتالي تقارب المساحة التي تم تخريبها الهكتار، قيمة الشجرة الواحدة -حسب بعض المتعاملين مع المستثمرة- 25 مليون سنتيم للشّجرة الواحدة مادامت الشجرة الواحدة تطول فترة إنتاجها إلى 10 سنوات، في حين يؤكّد صاحب التقرير أن تكلفة أشجاره المقطوعة تعادل 5 ملايين دينار. * وأشار المتضرر الأول من هذه الجريمة أنه لنفس الأسباب تابع قضائيا أحد المشتبه فيهم -برأيه-، حيث أدانت محكمة بوفاريك في 17 ماي المنصرم المدعو "ق.أ" في جنحة تخريب أغراس قائمة طبقا لقانون العقوبات بعامين حبسا نافذا وألف دينار غرامة مالية، وضد المدعو "ش.ب" بعامين حبسا نافذ غياّبيا. * ورغم الأبعاد التي اتخّذتها القضية فإن السّلطات مازالت لم تتحرّك بعد رغم الشكاوى التي قدّمها أحد أعضاء المستثمرة لكل من والي العاصمة، ومصالح الدرك الوطني لتسالة المرجة ومديرية الفلاحة لولاية الجزائر، الغرفة الفلاحية، دائرة بئر توتة ومديرية أملاك الدولة ووكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة. * على صعيد آخر، وفي اتصّال هاتفي برئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، أكّد لنا أنه على علم بالجريمة المرتكبة في حق البيئة وأن مصالحه لا تخّول لها الصلاحيات بالتدخّل في القضية والمخوّل لذلك المصالح الفلاحية لولاية الجزائر، وأوضح المتحدّث أن مصالح الدرك الوطني قد فتحت تحقيقا في القضية ومازالت لم تظهر نتائجه بعد. وفي انتظار ذلك، دعا المتحدّث إلى ضرورة تدخل مصالح الأمن لتأمين تلك المزرعة ووضع حد للدّمار الذي تتعرض له، ومعاقبة المجرمين بأقصى العقوبات. * وحاولنا الإتصال بمدير الفلاحة لولاية الجزائر، لكن باءت محاولتنا بالفشل، لأن هذا الأخير في عطلة.