يساهم الرتل المتنقل الذي تقوم مديرية الحماية المدنية بتنصيبه في الفاتح من جويلية من كل سنة بمرتفعات "بني علي" بأعالي الشريعة، البليدة، بشكل محسوس في الحفاظ على رئة المتيجة، الحظيرة الوطنية المحمية الطبيعية للشريعة من ألسنة الحرائق التي يزيد خطرها مع كل موسم صيف. ويتمثل عمل هذا الجهاز الذي يضم عتادا بشريا وماديا هاما بحيث يحتوي على زهاء 40 عون حماية مدنية من مختلف الرتب و6 شاحنات إطفاء من مختلف الأحجام وسيارة إسعاف وشاحنة لنقل الأعوان وسيارة قيادة لرئيس الرتل --حسب المكلف بالاتصال بمديرية الحماية المدنية ياسين شعبان-- في حماية المحمية الطبيعية للحظيرة الوطنية للشريعة التي تمتد على مساحة تتربع على 17857 هكتار وتحوي أصنافا نباتية وحيوانية هامة. ويتجلى ذلك من خلال الموقع الاستراتيجي الذي ارتأى القائمون عليه وضعه بمنطقة بني علي أي بوسط المسافة التي تربط بين بلدية الشريعة والبليدة والتي تساعده على التدخل السريع في حالة اندلاع بؤرة حريق وسرعة التحكم فيه. كما يتولى هذا الجهاز الذي شرع في العمل به منذ سنة 2005 بتعليمة من المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري، علاوة على ذلك في تقديم التدخلات على مستوى إقليم الولاية التي تتوفر على غطاء نباتي هام يتمثل في كل من سهل متيجة الذي يغطي مساحة 46 بالمائة من إجمالي مساحة الولاية وسلسلة الأطلس البليدي التي تتربع على مساحة 80.162 هكتارا أي ما يعادل 54 بالمائة منها 65.253 هكتارا غابات تمتد من منطقة حمام ملوان شرق الولاية إلى وادي جر غربها. ولعل الدور الهام الذي لعبه هذا الرتل المتنقل كان سنتي 2007 و2015، حيث بلغ عدد تدخلاته 18 و33 تدخلا على التوالي بعدما شهدت الولاية سلسلة من الحرائق كادت أن تأتي على رئة المتيجة لولا سرعة تدخل هذا الجهاز يقول السيد شعبان في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية. وعلاوة على الحفاظ على الحظيرة الوطنية للشريعة يقوم الرتل المتنقل يوميا بدوريات ميدانية على مستوى إقليم الحظيرة يقول السيد شعبان، وكذا إنقاذ ممتلكات المواطنين والثروة الحيوانية المتواجدة بالمنطقة. كما يتلقى أعوان الرتل تكوينا متواصلا على مستوى هذا الجهاز وذلك لجعلهم في استعداد وجاهزية تامة في حالة نشوب حرائق.
86 بؤرة حريق تأتي على أكثر من 242 هكتار من الغطاء النباتي منذ بداية الصيف واستنادا إلى حصيلة قدمتها مصالح الحماية المدنية، فقد تدخل الرتل المتنقل بمعية مصالح الغابات منذ الفاتح جويلية من السنة الجارية 8 مرات إثر نشوب 86 بؤرة حريق أتت في مجملها على مساحة غابية تزيد عن 242 هكتار منها 68.25 هكتار غابات. وكانت كل من بلديات بوعرفة على مستوى منطقتي سيدي الفضيل وسيدي سالم الجبليتين وكذا أولاد يعيش على مستوى غابة الزاوش والشريعة بمنطقة أبيران من أهم المناطق التي شهدت أكبر عدد من الحرائق خلال هذا الموسم يضيف المصدر وذلك نظرا إلى كثافة الغطاء النباتي بها. وبالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية تعرف الحصيلة تراجعا في عدد البؤر، حيث سجل خلالها 95 بؤرة حريق في حين سجل استقرار في المساحات المحروقة، حيث أتت في مجملها على 233.8 هكتار يضيف المصدر. وجدد حماة الغابات نداءهم إلى المواطنين ومرتادي الحظيرة الوطنية للشريعة التي تمتد إلى ولايات المدية وعين الدفلى ممن يقصدونها بحثا عن الهدوء وجمال الطبيعة والهواء النقي بعيدا عن الشواطئ بضرورة الحفاظ على الثروة الغابية كما أنها تعول كثيرا على القاطنين بمحاذاة المناطق الغابية في مساعدتهم في هذه المهنة النبيلة يضيف السيد شعبان.