ووري أمس بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، جثمان الفقيدة زهرة سلامي حرم رئيس الجمهورية الأسبق، أحمد بن بلة، الثرى بعد صلاة الظهر، وقد حضر مراسيم تشييع الجنازة كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس بن بلة ورئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري ورئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح والوزير الاول احمد اويحيى وعدد من اعضاء الحكومة. * كما حضرت تشييع الجنازة شخصيات وطنية ومجاهدون الى جانب اصدقاء الرئيس الأسبق أحمد بن بلة وافراد عائلته. * وكانت المرحومة التي تنحدر من عائلة وطنية من منطقة المسيلة، قد باشرت النضال في سن مبكرة من أجل القضية الوطنية قبل أن تمتهن الصحافة بعد الإستقلال. * وبدأت الفقيدة زهرة سلامي نضالها في الصحافة بأسبوعية "الثورة الإفريقية" التي كانت تعد أنذاك لسان حال جبهة التحرير الوطني لتتزوج بعد ذلك في بداية السبعينات بالمجاهد أحمد بن بلة الذي كان أنذاك تحت الإقامة الجبرية. * ويتذكر اصدقاء وزملاء الفقيدة تلك المناضلة من أجل القضايا العادلة التي كانت تكافح بقلمها من أجل حرية الشعوب المضطهدة في العالم. * وبهذه المناسبة الحزينة، قدّم الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة امس الأربعاء واجب العزاء للرئيس الأسبق أحمد بن بلة وأفراد عائلته في وفاة حرمه زهرة سلامي أول أمس الثلاثاء بباريس عن عمر يناهز 67 سنة. * وكان رئيس الجمهورية قد بعث ببرقية إلى بن بلة، أعرب له من خلالها عن تعازيه الخالصة ونوه فيها بمناقب الفقيدة. * وقد تم اعادة جثمان المرحومة إلى أرض الوطن مساء أول أمس، حيث كان في إستقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، رئيس الجمهورية إلى جانب شخصيات وطنية ومجاهدين وأصدقاء الرئيس الأسبق بن بلة وعائلته. * وبالقاعة الشرفية قدّم كل من رئيس المجلس الدستوري بوعلام بسايح والوزير الأول أحمد أويحيى وأعضاء من الحكومة تعازيهم للرئيس الأسبق بن بلة. * وفي رسالة التعزية التي وجهها إلى أحمد بن بلة فور تلقيه الفاجعة، قال الرئيس بوتفليقة: "بأسى وأسف بالغين تلقيت نبأ انتقال حرمكم المصون الى رحمة الله وعفوه رفيقة سفركم عبر الحياة التي شاطرتكم الأيام مرها وحلوها وأشاعت في قلبكم الهناء والسعادة". * وأضاف الرئيس بوتفليقة في رسالته الى صديقه بن بلة: "تلك التي مدت إليكم يدها ومنحتكم حبها وفتحت لكم قلبها في مرحلة من العمر كاد ينقطع فيها الرجاء فأعادت لكم الأمل عريضا في الاستقرار وفي العيش معا في أسرة كنتما كل أركانها التي أحكمت أواصر العائلة ووشائجها وقوت ترابطها وتلاحمها فساد البيت الوئام والانسجام والمحبة ربته السراء وحفه الرضى والصفاء من كل جانب ولكن قضت حكمة الله جل جلاله الذي جعل لكل شيئ حدا". * وخلص رئيس الجمهورية قائلا: "وإذ أعرب لكم سيادة الأخ العزيز ولكافة افراد أسرتكم وأهلكم الابرار عن تعازي الخالصة وتمنياتي الصادقة بان يطيل الله في عمركم ويحفظكم من كل سوء ومكروه". * وجاء حضور الرئيس بوتفليقة شخصيا مراسيم تشييع جنازة حرم رئيس الجمهورية الأسبق، لتؤكد روابط الأخوة والصداقة بينه وبين أحمد بن بلة الذي لم يتخلف عن تلبية دعوات بوتفليقة في عدة مناسبات والوقوف الى جانبه منذ صعوده لسدة الحكم في 1999.