تساقطت في ولاية الجلفة هذه الأيام أمطار معتبرة كانت سببا في امتلاء السدود، كما تسببت في الكثير من الكوارث وغلق الطرقات وحتى في تسجيل الوفيات، لكن بالمقابل كانت فأل خير على الفلاحين. واستبشر فلاحو الجلفة خيرا بعد تهاطل كميات كبيرة من الأمطار على الأراضي السهبية، ومباشرة بعد سقوط الأمطار انطلقت عملية الحرث والبذر في مختلف المناطق الفلاحية والريفية في الجلفة، حيث أعد الفلاحون العدة لهذا من قمح وشعير وتجهيز للجرارات، لكن بالمقابل انطلقت الفتنة العروشية بين الإخوة من أجل حدود الأراضي وتجددت الخلافات التي كانت نائمة منذ سنة. واستنادا إلى مصادر الشروق فإن العديد من مستشفيات الجلفة استقبلت عشرات الجرحى والمصابين جراء الخلافات العروشية حول الأراضي، حيث أكدت مصادر الشروق أن مستشفى الادريسية لوحده استقبل الأسبوع الماضي عشرات المصابين من بينهم كبار السن الذين تقاتلوا من أجل الأراضي بعد سقوط الأمطار وانطلاق عمليات الحرث والبذر. وأضافت مصادر الشروق أن الخلافات استعملت فيها الأسلحة البيضاء بالخصوص كالحجارة والعصي والقضبان الحديدية وفي الغالب ما نجد المتصارعين من نفس العرش وأحيانا من نفس العائلة وحتى إخوة في بعض المناطق الريفية في الجلفة، وتتجدد هذه الخلافات مع بداية فصل الخريف مباشرة بعد تساقط الأمطار والتي تتزامن أيضا مع انطلاق عملية الحرث، حيث يقع الفلاحون في خلافات حادة على حدود الأرض وكل شخص يدعي أن الأرض والحدود ملكه لتنطلق آلة الفتنة ويتم استدعاء أهالي العرش للدخول في هذه المناوشات والتضارب. وتشتهر العديد من بلديات الجلفة بمشاكل العروش والأراضي على غرار بلدية المجبارة التي تعتبر الرقم واحد في الولاية في فتنة العروش والأراضي إضافة إلى بلدية دار الشيوخ وسيدي بايزيد والادريسية أمام غياب قانون واضح يحدد موقع أراضي العروشية من خريطة قوانين الجمهورية التي حددها في الغالب أنها أراض ملك للدولة ويستغلها سكان الريف على أساس أرض ملك لهم وملكوها عن طريق الوراثة.