هدد سكان المويلحة ببلدية أولاد موسى في بومرداس، بالاعتصام أمام مقر بلديتهم صبيحة الغد، في حركة احتجاجية سلمية مع غلق أبوابها وشل نشاط مختلف مصالحها تعبيرا منهم عن رفضهم لسياسة الإقصاء والتهميش التي تمارسها السلطات المحلية ومسؤولو البلدية في حق نزلاء الحي، الذي يعتبر من أكبر التجمعات السكانية في أولاد موسى، غير أنه يفتقر لأدنى ضروريات الحياة الكريمة. وحسب السكان ممن تحدثوا للشروق، فإنهم قرروا القيام بهذا الاحتجاج كآخر حل لهم بعد غلق الأبواب في وجوههم من قبل رئيس البلدية الذي لم يعد يعيرهم اهتماما، بل استدار عنهم بظهره وسد قنوات الحوار معهم فيما يتعلق بترقية الحي وتوجيه مشاريع التنمية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن السكان وتنتشلهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها. بعض المواطنين وفي غياب رئيس لجنة الحي، اشتكوا من غياب قنوات الصرف والصرف الصحي في الحي الذي تفوق كثافة سكانه ال 10.000 نسمة حسب تقدير المواطنين هناك، ما دفع بالكثير إلى اعتماد طريقة الحفر لصرف المياه القذرة وإعادة ضخها عبر صهاريج جعلت العملية جد مكلفة أفلست جيوب المواطنين، كما هو الحال بالنسبة لعملية التزود بالماء الشروب، بحيث يلجأ السكان هناك إلى اقتناء صهاريج الماء بأزيد من 500 دج للصهريج بسعة 5000 لتر، وفي هذا المجال، أكد البعض على أن الماء الشروب لا يصل البيوت لأسباب تتعلق بانعدام القنوات وأن مصالح البلدية لم تبرمج أي مشروع في هذا الشأن رغم شكاوى السكان ومراسلاتهم العديدة من أجل بعث مشروع الربط بقنوات المياه الصالحة للشرب، غير أنه لا حياة لمن تنادي. واعتمد البعض على عملية الربط على حسابهم الخاص فيما جادت محطة الجزائرية للمياه على بعضهم الآخر بقنوات ربط جماعية، رغم أن الكثير منهم يقوم بتسديد المستحقات دون تأخر، وبالموازاة مع ندرة المياه التي تصل لأكثر من شهر. سكان المويلحة تحدثوا للشروق عن أوضاعهم المزرية بمرارة، وأشاروا إلى غياب استراتيجية راشدة من قبل السلطات المحلية في ظل التزايد المذهل للسكان، في حي يعتبر من أكبر الأحياء على مستوى البلدية ودائرة خميس الخشنة. وأكدوا أن أوضاع تمدرس أبنائهم في المدرسة الابتدائية للحي أصبحت لا تطاق، في ظل الاكتظاظ والضغط الرهيب، وذلك بعدما تجاوز تعداد التلاميذ في القسم الواحد أكثر من 50 تلميذا، في وقت تحتوي المدرسة على 09 حجرات، ما يتطلب توسيعها أو إنشاء مدرسة أخرى من شأنها أن تفك الضغط عن الابتدائية الأم.