أكدت الدكتورة حسينة عليان، مديرة قسم البحث والتنمية، رئيسة فوج التحليل الآلي للغات والمحتويات الرقمية في مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني"سيريست"، أن العلوم الإنسانية المكتوبة باللغة العربية لا تزال بعيدة عن عالم التكنولوجية، وأن الباحثين الجزائريين في هذه العلوم يجدون أنفسهم مضطرين لتسجيل بحوثهم باللغة الإنجليزية في الشبكة المعلوماتية، وقالت إن إشكالية الفجوة الرقمية والمحتوى الرقمي العربي، عائق يجعل المنظومة الفكرية العربية متأخرة في عالم التكنولوجيا الحديثة. وترى أن محتوى الشبكات الاجتماعية "فايسبوك" و"تويتر" الخاصة بالجزائريين يمكن استغلاله في إنشاء مدونات ثقافية وتاريخية واجتماعية، لأنها تشكل محتوى تراثيا رغم أنها باللهجات الجزائرية إلا أنها أقرب حسبها إلى اللغة العربية، موضحة أن تعدد اللهجات الجزائرية يعطي رصيدا من الكلمات والمفردات التي يمكن إضافتها لقاموس اللغة العربية. أشارت الدكتورة حسينة عليان، خلال الندوة الخاصة باللغة العربية في شبكة الأنترنت على هامش المعرض الدولي للكتاب، إلى أن المصطلحات في اللغة العربية لا تقرأها الآلة وتقصد الكمبيوتر، ويجب حسبها أن تكون البرمجيات كمبادئ أولى للذكاء الاصطناعي، لنتجه نحو المعاصرة في البحث. في السياق، أماط يونس قرار، مستشار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، اللثام عن حقيقة اللغة العربية في الانترنت، وقال إن الجزائر في ذيل الدول العربية التي لها كتب ومحتوى منتوج فكري في الانترنت، مشيرا أن المحتوى العربي الرقمي لا يتجاوز 3 بالمائة، وتحتل اللغة العربية في الشبكة العنكبوتية المرتبة السابعة، حيث يوجد 155 مليون مقال باللغة العربية في حين تملك النرويج وحدها 150 ألف مقال عبر الأنترنت والسويد 400 ألف مقال رقمي. ودعا إلى ضرورة خلق سوق تنافسي للمجتمع المعلوماتي في الجزائر، وفي العالم العربي لمواكبة التطور المذهل للتكنولوجيا، خاصة حسبه أن العالم الرقمي يتوجه نحو صنع شرائح إلكترونية توضع في أجسام الناس وتستطيع حتى تحديد توجهاتهم وأفكارهم، ويمكن أن نعيش في وقت قريب عالما أشبه بما كنا نشاهده في أفلام الخيال. واستغرب قرار، من تجاهل هذا التطور الحاصل في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، من طرف النخبة في الجزائر، حيث قال إن الكثير من المحاضرات والندوات واللقاءات العامة، والنقاشات الفكرية في الجزائر لا يتم تسجيلها على الأنترنت، حيث يرى أن أبسط خطوة لهؤلاء للمشاركة في المحتوى الفكري العربي، هو وضعها في مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". من جهته، اعترف فايق عويس، أستاذ اللغة والثقافة العربية في جامعة سانتا كلارا بكاليفورنيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية ورئيس قسم اللسانيات والتعريب في "غوغل" الشرق الأوسط والأسواق الناشئة، بوجود نقص في الأبحاث العلمية باللغة العربية ضمن مجتمع البحث "غوغل"، معتبرا أن الفيديوهات أكبر بحث صوتي لمختلف اللهجات العربية، وهو في تطور دائم، وقال إن شركات التكنولوجية لم تدعم العربية منذ البداية لغياب الكثير من الخصائص ولغياب حقوق الملكية، حيث إن أصحاب المحتويات العربية لا توجد قوانين تحميهم.