أكد السيد موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال في اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية يوم أمس، بفندق الأروية الذهبية بابن عكنون عمل قطاعه على تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالفضاءات الإدارية بأساليب تعتمد على الرقمنة والسعي إلى فتح مختلف الجبهات لعصرنة مجتمعنا والارتقاء به إلى مصاف المجتمعات المعلوماتية. وأضاف الوزير أن من التحديات أن ننسجم بشكل إيجابي مع المحيط العالمي والاستفادة من تكنولوجيات الإعلام والاتصال بما يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بالتنمية الشاملة المحددة في برنامج رئيس الجمهورية. موضحا أن قطاعه يعمل على تطوير المحتوى الرقمي الذي يعيره اهتمامات كبرى من أجل تطوير الاقتصاد الذي يقوم على المعرفة باعتبار أن المحتوى الرقمي عنصر حيوي لإقامة المجتمع المعلوماتي في إطار برنامج الجزائر الإلكترونية من خلال تعميم المعاملات المصرفية الإلكترونية وذلك في إطار تصويب الجهود نحو تطوير البرمجيات المحلية ومن ضمنها إدراج جملة من التدابير التي تقضي بالإعفاء من الرسوم على القيمة المضافة على البرمجيات والأتاوى المحصل عليها من الخدمات بالأنترنت بما في ذلك تصميم وإنتاج مواقع ''الواب'' وتطويرها في الجزائر. واستعرض السيد الوزير التدابير القانونية التي ستكون حافزا قويا في عملية تطوير صناعة المحتوى الرقمي مما يدفع بسوق البرمجيات الرقمية إلى تنشيط السوق وتثمين الطاقات البشرية في ظل تحديات العصر. ومن جملة الإجراءات المتخذة قال السيد الوزير أنه تم تعيين لجنة تقوم بتعديل قانون (03 / 2000) المتعلق بالقواعد العامة لقطاع البريد والاتصالات لتكييف أساليب التسيير مع المحيط العالمي. كما أشار السيد الوزير إلى أن التعديلات تلزم ممولي خدمة الأنترنت بالمشاركة في تصميم المحتوى الرقمي وتطويره، كما سيلزم الممولين بالترخيص عوض التصريح، ويكون الترخيص مرتبطا بدفتر شروط. وأكد الوزير على استعداد قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لتثمين مبادرة المجلس الأعلى للغة العربية من أجل تحديث الإدارة الالكترونية، والعمل على محاربة الإجرام الإلكتروني من خلال إجراءات ميدانية وقانونية والتنسيق مع مختلف الدول والمؤسسات المتخصصة. ومن جانبه استعرض الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الجهود التي يقوم بها المجلس من أجل ترقية اللغة العربية من خلال المحتوى الرقمي بالعربية في الإدارة الإلكترونية باعتباره من المحاور الأساسية التي تخدم اللغة العربية في محاربة التخلف والتبعية والضعف في مجالات الخبرة في عالم يتقدم بخطوات سريعة نحو مجتمع المعرفة والاعتماد عليها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما أكد الدكتور ولد خليفة أن تحريك عجلة التقدم وتطوير المعرفة والتكنولوجيا تمهيدا لإنتاجها لا يمكن أن يتحقق إلا باللغة الوطنية، نظرا لدور ثورة التكنولوجيا المعلوماتية الهائلة وتأثيرها في الحياة اليومية، ولهذا فإن اكتساب المعلومة والقدرة على توصيلها ونشرها هي من علامات القوة والنفوذ، بل هي بمثابة أسلحة الدمار الشامل. ولاحظ رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن المحتوى الرقمي بالعربية عرف تقدما حثيثا حيث أصبحت العربية تحتل المرتبة السابعة ضمن اللغات العشر الأولى الأكثر استعمالا على الشابكة أو الانترنت. وقد عرف اليوم الدراسي ''المحتوى الرقمي بالعربية في نظام الإدارة الإلكترونية'' أربعة محاور رئيسية دارت حولها الندوة وهي المحتوى الرقمي بالعربية وأدواته، التعليم الإلكتروني بالعربية، أدوات العلاج الآلي باللغة العربية وتطبيقها في الإدارة الإلكترونية والنشر الإلكتروني، وقد دارت أشغال هذه الندوة حول المحاور الأربعة في ثلاث جلسات علمية استهلتها الأستاذة حسينة عليان من مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني بالجزائر بمحاضرة تحت عنوان: ''إشكالية المحتوى والفجوة الرقمية في العالم العربي''.وقد تم تكريم الأساتذة الذين ساهموا في هذه الندوة من قبل المجلس الأعلى للغة العربية تثمينا واعترافا بالمجهودات التي يقدمونها خدمة للغتنا العربية وتحديثها.