طلبة يتأسفون على الواقع المتردي للمحتوى الرقمي باللغة العربية طالب بعض طلبة الإعلام الآلي بضرورة إثراء المحتوى العربي للأنترنت الذي يعرف اضمحلالا كبيرا مقارنة بمحتوى اللغات الأخرى، حيث وصلت نسبته إلى 0.3 بالمائة، تضم 3.28 بالمائة من المحتوى الرقمي الجزائري باللغة العربية. احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته منظمة “اليونسكو”، والمصادف ليوم 18 ديسمبر من كل سنة، نظم المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، بمدرج الشهيد محمد بوراس بالمتحف الوطني للمجاهد، ندوة تحت عنوان: “مساهمة الجزائر في المحتوى الرقمي العربي”، أدارها الأستاذ يونس قرار ونشطها طلبة من معاهد وجامعات الإعلام الآلي، ينضمون إلى مجموعات مطوري “غوغل” بالجزائر. في هذا السياق، قالت وسام معمر قوادري أن اللغة العربية إن كانت تحتل المرتبة السابعة من حيث “أكثرية اللغات المنطوقة في العالم”، فإنها تحتل مرتبة متدنية (تفوق المائة) في سلم المحتويات الرقمية، لتضيف أن هذه الأخيرة تضم مجموعة من التطبيقات الموجودة على الأنترنت (صور، نصوص، ميديا ....). وقدمت وسام إحصائيات حول المعضلة، فقالت أن المحتوى الرقمي العربي لا يفوق نسبة 0.3 بالمائة، من بينها نسبة 75 بالمائة محتوى أردني و3.28 بالمائة محتوى جزائري باللغة العربية، لتتطرق إلى مشاريع بعض الدول العربية في إثراء المحتوى الرقمي باللغة العربية، مثل إنشاء مركز توثيق التراث الحضاري الطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية. كما قدمت وسام مجموعة من الاقتراحات لتحسين مردود المحتوى الرقمي الجزائري الناطق باللغة العربية، من بينها إنشاء مدونات خاصة أو جماعية، تمّكن من التعريف بالشخصيات المهمة وغير المعروفة، مع إثراء النقاش حول مواضيع مختلفة، علاوة على تزويد المحتوى بصور وفديوهات، للتعريف مثلا بالمدينة التي نقطن فيها، وهكذا نضرب عصفورين بحجر واحد من جهة، ونثري المحتوى من جهة ثانية، نطور السياحة، مع الاعتماد على الترجمة. وعن إنشاء المدونات (سجل الشبكة التي تتألف من مقالات مرتبة ترتيبا زمنيا عكسيا)، قدم الطالب قاسم رستم بوكراع مداخلة حول الموضوع، فقال بأن المدونة باللغة العربية مهمة جدا باعتبار أنه لا مناص من تكوين هوية إلكترونية للأشخاص، كما يجب تحديد تخصص المدونة، إذ أن هذه الأخيرة يمكن أن تكون أداة فعالة للتسويق وتحقق عائدا ماديا للمدون. وفي هذا السياق، تأسف قاسم عن وجود بضع مئات من المدونات الجزائرية باللغة العربية، مشيرا إلى أنها تهتم بالمواضيع الاجتماعية والإصلاحية وبعيدة عن السياسة، علاوة على ضعف التدوين التقني باللغة العربية وغياب ثقافة التدوين بالبلد. توقف قاسم مطولا عند مدونة غوغل “بلوغر” المجانية، وحث على استعمالها، خاصة أنها سهلة الاستخدام وتقدم خدمات كثيرة، ليقدم في آخر مداخلته جملة من النصائح حول الموضوع، من بينها: اختيار التخصص في إنشاء المدونة، استخدام لغة بسيطة وسليمة، نشر المحتوى على الشبكات الاجتماعية والتفاعل مع المعلقين، استخدام وسائط السمعي البصري ومعالجة مواضيع تمس القارئ. في المقابل، قدمت رحمة معرف وسارة سي موسي، مداخلة حول مجموعات “مطوري غوغل” بالجزائر تتفرع في أكثر من نقطة من البلد وتهتم بتطوير المحتوى الرقمي باللغة العربية، تساندها في هذه المهمة شركة “غوغل”. تأسست مجموعات “مطوري غوغل” في 7سبتمبر 2011، وتحولت تسميتها إلى “مجموعات مطوري وسائل غوغل” في 27 ماي 2012، إذ تتلقى الدعم من شركة “غوغل” مثل استفادتها من اللقاءات والنشاطات التي تنظمها الشركة العالمية، من بينها مهرجان البرمجة، التكوير ويوم الويب العربي. اعتبرت المتداخلتان، أو سفيرتا “غوغل” بالجزائر، أن “غوغل” تشجع الطلبة سواء من الناحية التقنية أو النظرية، وشاركت سارة أيضا في تقديم مداخلة أخرى لكن هذه المرة مع خليل مباركية، حول “السبل الكفيلة لسد محتوى الفجوة الرقمية بين المحتوى الرقمي باللغات الأخرى ونظيره باللغة العربية”، فقالت بأن من أهم المشاكل التي تعترض المحتوى باللغة العربية تتمثل في استعمال الحروف الأجنبية لكتابة كلمات بالعربية بما يسمى ب«العربيزي”، أو استعمال اللهجات بدلا من اللغة العربية. وأضافت سارة أن “غوغل” يهتم بإثراء اللغة العربية في المحتويات الرقمية، حيث خصص عدة تطبيقات باللغة العربية، مثل “جي مايل” (الدردشة)، “غوغل كروم” والترجمة، كما أنه قام بشراكات مع جامعات عربية ووفر أدوات برمجية بلغة الضاد. أما خليل سفير “غوغل” و«يوتوب” بالجزائر لهذه السنة، فقال أن هذا الأخير الذي يعرف مشاهدة يومية تبلغ أربعة مليارات و60 ساعة تحميل كل دقيقة، يضم نسبة ضئيلة باللغة العربية، مضيفا أن هذه اللغة يعتبرها البعض غير مهمة من الناحية العلمية، لذلك لا يهتم بتطبيقها على “النت”. في المقابل، تحدث مدير شركة “كوندور” للإعلام والاتصال التكنولوجي عن مشروع الشركة الذي سيتجسد في الأسابيع المقبلة والمتمثل في تأسيس مكتبة إلكترونية “إقرأ”، تهتم بجمع الكتب وبيعها، في بادرة لتطوير اللغة العربية والكتاب معا.