يعود مرّة أخرى صاحب الرواية الناجحة والمثيرة للجدل "كولونيل الزبربر" الحبيب السايح في حديثه عن العشرية الحمراء سنوات التسعينيات والفترة الانتقالية نحو السلم والوئام المدني من خلال نص مسرحي بعنوان "ليلة دم" أخرجه إلى الركح كريم بودشيش وأنتجه مسرح قسنطينة الجهوي. ويقدم طاقم العمل مسرحية "ليلة دم" العرض الشرفي الأولّ مساء الأحد، بمسرح قسنطينة وذلك ضمن النشاطات الفنية الخاصة ب2016. وحسب المخرج بودشيش في كلمته عن العمل فإنّ الأخير يكشف عن ليلة مرعبة ومروعة تحدث إبان العشرية السوداء، كانت رياحها عاتية وقابلها المواطن الجزائري بصمود وتحد، وواجهها بكبرياء وشجاعة بالرغم من أنّ "التكلفة" كانت جسيمة في الأرواح، لكن وسط الخراب والمجازر التي شهدتها الجزائر سنوات التسعينيات من القرن الماضي. يلفت المتحدث أنّ الإنسان الحر المتشبع بتاريخ من النضال والتضحيات والبطولة والمعبأ بإرادة البقاء، أبى إلا أن يتطلع نحو أفق جديد هو أفق الحوار، التسامح، الوئام، الحب، فكان الأمل والعمل والنصر. ووفق هذا التقديم للمخرج فإنّ نص الكاتب الحبيب السايح يعري ما حدث في التسعينات، ملخصا المأساة في "ليلة دم" وكأنّه يريد أنّ يقول أنّ لغة الدم طغت ولغة الرصاص تغلبت على الحوار طيلة عشرية كاملة، دون أن يهمل التقديم سعي الجزائري إلى مواجهة أوضاع وأزمات كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية، وبالتالي سرد واقع البلاد في تلك الفترة كما حدث. كما يحمل النص رؤية عن مسيرة الانتقال نحو السلم من خلال قانوني الرحمة والوئام المدني اللذين توجا بتسليم الإرهابيين أنفسهم إلى مصالح الأمن. ويشارك في المسرحية 9 ممثلين ينتمون إلى ثلاثة أجيال وهم عبد الله حملاوي، محمد دلوم، كمال فراد، عتيقة بلازمة، طارلي نجلاء، جمال مزواري، حسان بولخروف، لبيض رمزي، أسامة بودشيش. ويوقع اللمسة الشعرية لما بعد "ليلة دم" محمد زتيلي. للإشارة تطلب إنجاز المسرحية أربعة أشهر، بينما شرع في التدريبات منذ حوالي الشهر، ويرتقب أن يترشح العرض للمشاركة في فعاليات الطبعة ال11 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة المزمع تنظيمه من 23 إلى 30 نوفمبر الجاري.