كشف الروائي الحبيب السايح ل"الشروق" عن صدور آخر رواياته بغلافها النهائي والرسمي "كولونيل الزبربر"، بداية الشهر المقبل بلبنان عن منشورات "دار الساقي" العالمية، حيث ستتعزز المكتبات الجزائرية والعربية بهذا الإصدار الجديد الذي ينبش المحظور في حرب التحرير وبصورة مختلفة عمّا عالجته الكتابات الأدبية الجزائرية لها. رواية "كولونيل الزبربر"، يقدمها السايح للقارئ العربي بحلة جديدة ومشوقة، حيث جاء غلاف واجهة المؤلف باللون الرمادي الفاتح، وتتوسطها صورة رجل ذو لحية قصيرة ويرتدي قبعة أشبه بقبعات العساكر وأفراد الأمن، أو ما يشير إليه العنوان"كولونيل زبربر"، حيث "الزبربر" جبال بالجزائر، ودلالاتها ورمزياتها مختلفة يمكن إسقاطها على الثورة التحريرية أو خلال العشرية السوداء، حيث كان "الزبربر" أحد معاقل جيش التحرير خلال الحرب التحريرية لكن تحوّلت في 1992 إلى أهم موقع للجماعات المسلحة. وقد قال الكاتب الحبيب السايح في تصريح سابق ل"الشروق اليومي" بأنّ الرواية تعدّ أولّ رواية جزائرية تنبش في المحظور في حرب التحرير، وتعتبر في تقديره من أبرز الأعمال التي كتبتها الآن فيما يتعلق بتاريخ الجزائر المعاصر، ويعتقد السايح بأنّها ستصدم الكثير من القناعات السياسية خاصة التي ترسّخت وترسبت بخصوص النظرة إلى ثورة التحرير الجزائرية بأنّها حرب لم تشبها شوائب، هذا الذي يمكن أن تثيره "كولونيل الزبربر" التي ستصدر عن منشورات "دار الساقي"، وعلى صعيد القصة أوضح المتحدث بأنّها تتناول أشخاصا ذهبوا واستشهدوا في حرب التحرير، لكن جاءت المعالجة حول الطريقة والظروف التي استشهدوا فيها، وهي ظروف غامضة ومبهمة، حيث حاول إلقاء الضوء عليها؛ على غرار الشهيد عميروش، سي الحواس، مصطفى بن بولعيد وعيسات إدير والعربي بن مهيدي وأبطال آخرون، وعالجت الغموض الذي لفت استشهاد هذه المجموعة، ثم إني وضحت للقارئ في"كولونيل الزبربر" الارتداد من صفوف جيش التحرير إلى صفوف العدو الفرنسي والعكس من صفّ العدو إلى صف جيش التحرير الوطني، وأقصد الأجانب الذين ساهموا في الثورة التحريرية. يذكر أنّ "كولونيل الزبربر" يعدّ ثاني نص روائي ينشر لصاحب "تلك المحبة" خارج الجزائر، وذلك بعد "الموت في وهران" الصادرة عن "دار العين " المصرية في 2013، وتسلطّ الضوء على شخصية مولاي الحضري المكنى "بوزڤزة" ضابط في جيش التحرير الوطني سابقا، يقرر بعد تجربة العنف في الجزائر المستقلة، أن يفضي بكثير من ذكرياته المؤلمة والمتشعبة إلى صفحات التاريخ، ويسلمها إلى حفيدته "الطاوس" التي تصطدم هي الأخرى بواقع مرّ من الصعب تقبله دون أن يترك أثارا جانبية وعميقة في الذات الإنسانية.