أحدثت التغييرات في شهادة البكالوريا والتي تتزامن هذه السنة مع شهر رمضان المعظم صدمة كبيرة في أوساط التلاميذ، فقد بدأوا يعيشون الضغوط مبكرا خصوصا بعد تقليص الحجم الساعي في امتحان المواد الأساسية والثانوية في جميع الشعب التعليمية، وهو ما ينبئ بأن بكالوريا هذه السنة لن تمر بردا وسلاما وهو ما توقعته النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ. وتسبب الإعلان عن رزنامة امتحانات شهادة البكالوريا في حدوث حالة من الخوف والهلع في معظم ثانويات الوطن. اعتبر المكلف بالإعلام على مستوى نقابة "الكناباست"، مسعود بوديبة، في اتصال ب"الشروق"، إمكانية تقليص الحجم الساعي للمواد شريطة إدخال البطاقة التركيبية لتلاميذ الأقسام النهائية في شهادة البكالوريا، فتنفيذ الشطر الأول حسبه دون الثاني مساس بمحتوى المواد التي سيمتحن فيها التلاميذ، فاستبدال الساعتين بساعة واحدة يحدث اختلالا لدى الممتحن، وكشف بوديبة عن مراسلتهم الوزارة قبل أشهر ومطالبتهم بعدم المساس بهيكلة البكالوريا مع الإبقاء على النظام الحالي، فلا يمكن إحداث تغيير فيها حسبه إلا بعد إعادة هيكلة التعليم الثانوي، لكن الوزارة تفضل التغيير من أجل التغيير، وهو ما سيكون له تأثير بيداغوجي سلبي على التلاميذ، مطالبا الوزارة بتحمل مسئوليتها أمام التلاميذ وأوليائهم. أما رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، صادق دزيري، فيرى في تقليص الحجم الساعي للمواد هو نتيجة حتمية لتقليص البكالوريا في أربعة أيام، فهناك حسبه مواد مسها التغيير مع الإبقاء على نصف ساعة لاختيار الموضوعين، داعيا لأن يكون نص الامتحان يتوافق مع المدة الزمنية الجديدة المقدرة، وجدد دزيري دعوته للوزارة لاقتراح موضوع واحد بدلا من موضوعين في كل شعبة وذلك لتجنيب التلميذ الحيرة والضياع بين الموضوعين وصعوبة الاختيار بينهما. وأردف المتحدث ل"الشروق" بأن ما أقدمت عليه الوزارة من تقليص للحجم الساعي للمواد قد تم مناقشته في لقاءات سابقة، وقد اتفقت النقابات عليه، لأنه يضمن الحفاظ على مواد الهوية الوطنية، فكانت الوزارة تنوي بتر المواد غير المميزة في كل شعبة إلى جانب اللغة العربية، وقد لقي اعتراضا كبيرا وكان قرار تقليص المدة الزمنية هو أحسن خيار مطروح. وهو ما أكده، رئيس شبكة الإعلام على مستوى النقابة السالفة الذكر، مسعود العمراوي، فتقليص الحجم الساعي للمواد على حسبهم أمر طبيعي في شهر رمضان مع عدم المساس باللغة العربية، التاريخ، والعلوم الشرعية، مشددا على ضرورة أن تكون الأسئلة مناسبة وبالإمكان الإجابة عنها خلال المدة الزمنية المقررة، وأكمل العمراوي رفضهم المطلق للبطاقة التركيبية والتي تكون على حساب مواد الهوية الوطنية. من جهته، أبدى رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، ل"الشروق"، تحفظه على الحجم الساعي للمواد خلال البكالوريا والتي لم تراع بعض التخصصات، فأصحاب الشعب العلمية تم تقليص مدتها الزمنية مع أنها من المواد الأساسية، بينما بقيت مدة بعض المواد الأدبية هي نفسها وهو ما يربكهم، فبدل التقشف في الساعات كان حري بها العمل على تحسين الظروف التي سيمتحن فيها التلاميذ خصوصا وأنه سيتزامن مع شهر رمضان. ودعا بن زينة الوزارة لإعادة النظر في التوقيت قبل فوالت الأوان خصوصا وأن الامتحانات تنطلق على الساعة الثامنة صباحا في رمضان، وهو وقت تنعدم فيه وسائل النقل مما يتوجب على الوزارة إحداث تغيير في مراكز إجراء الامتحانات، فالتلاميذ يمتحنون في نفس الثانوية التي يدرسون فيها مع تغيير الحراس والأساتذة.