قضت جنايات سكيكدة، الأربعاء، بإدانة "ب. ي"، 33 سنة، المنحدر من ولاية غليزان، بالسجن النافذ لمدة 4 سنوات، على خلفية متابعته بجناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والانخراط والمشاركة في تنظيمات أو جماعات إرهابية وتخريبية، التي طالت 14 عسكريا بجبال عزازقة بولاية تيزي وزو سنة 2012. حيثيات القضية تعود إلى شهر أكتوبر من السنة الماضية، حينما سلم المتهم نفسه إلى مصالح الأمن ببلدية وادي الزهور، غرب ولاية سكيكدة، بعد بروز بوادر الانشقاق داخل الجماعة الإرهابية التي التحق بها بين تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش"، حيث اقتنع بضرورة العدول عن قراره، وتسلل خلسة ليلة العشرين من شهر نوفمبر لسنة 2015، بعدما ترك 6 إرهابيين نائمين يقودهم الإرهابي الخطير "ل. ر"، المنحدر من عين قشرة بسكيكدة، وفرّ هاربًا من معقل الجماعات الإرهابية بجبل بوراس إلى المكان المسمى المخيم الصيفي بمشتة أولاد دخيل، ببلدية وادي الزهور، وبلدية الميلية بجيجل، وبعد وصوله إلى الطريق الولائي رقم 132، أخذ قسطا من الراحة وحلق لحيته، وانتظر إلى بزوغ الفجر، لكن أفراد الجماعة الإرهابية تفطنوا إليه، ولاحقوه وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص، لكنه تمكن من الفرار، بعد أن ترك سلاحه المتمثل في مسدس آلي من نوع "كلاشنيكوف"، وثلاثة مخازن معبأة ب 90 طلقة، حيث استوقف أحد المواطنين، وأمره بنقله إلى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبلدية وادي الزهور. وخلال جلسة المحاكمة، اعترف بأنّه انخرط في صفوف الجماعة الإرهابية التي كانت تنشط تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وذلك سنة 2005 بغليزان، ثم توجه إلى تيزي وزو، حيث أرسلهم عبد المالك درودكال إلى المدية ثم الشلف فبجاية، قبل أن يأمره سنة 2012 بالعودة إلى مدينة ياكوران بتيزي وزو، التي شهدت وقتها مقتل 14 عسكريا، وكان دوره في الإسناد، حيث وُضع بعيدا عن مكان العملية بنحو 2 كلم، وأكد أنه لم يفعل شيئا، ثم انتقل إلى أكفادو، ومنه إلى جيجل. وأضاف أنه لم يقم بقتل أي شخص، وكان دوره يتمثل في الحصول على المؤونة، وحفر الخنادق والمراكز للاختباء بها. من جهتها، أكدت النيابة العامة أن أركان التهمة ثابتة، خاصة أنه اعترف بأنه كان ينشط ضمن الجماعة الإرهابية لمدة 10 سنوات، والتمست تطبيق حكم الإعدام، لكن دفاعه طالب بتخفيف العقوبة، خاصة أنه اقتنع بضرورة العدول عما هو عليه، وقرر تسليم نفسه إلى مصالح الدرك بوادي الزهور.