عاد ممثل منشورات دار "الفارابي" قيصر مصطفى اللبنانية للحديث عن فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال21 المختتمة مؤخرا، وأشار إلى الإقبال الكبير للزوار، لكن أوضح أنّ هذا التوافد لا يعكس اقتناء الكتب من أجل مطالعتها من خلال ما عايشه لعدة أيام. قال الدكتور وممثل دار "الفارابي" اللبنانية، قيصر مصطفى، إنّ معرض الجزائر الدولي للكتاب شهد إقبالا معتبرا، غير أنّ زيارة المعرض لا تعكس البتة الإقبال على شراء الكتب. وأرجع السبب إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطن الجزائري التي قال عنها إنّها "مضروبة"، وأضاف قيصر مصطفى في تصريح ل"الشروق اليومي": " من خلال معايشتي للزوار طوال أيام الفعالية، لاحظت أنّ هناك من يشتهي القراءة ولا يملك المال، وهناك من يملك المال ولا يقرأ ولا يعنيه الكتاب إطلاقا"، واعتبر المتحدث أنّ هذا الوضع يعدّ مشكلة كبيرة تمسّ الكاتب والكتاب وتعصف بالفكر وبالإبداع، وتشمل عموما المجال الثقافي. وأوضح في معرض حديثه أنّ العالم العربي في الوقت الراهن يعيش أزمة كبيرة ومحنة على المستوى السياسي والأدبي والفكري وعلى صعيد الكتابة أيضا. وفي سياق ذي صلة كشف المتحدث أنّ أكثر المبيعات التي حققتها الدار في صالون الجزائر الدولي للكتاب شملت بعض العناوين في الفلسفة والدراسات وكذلك الأدب الروسي في مختلف الأعمال، والتي نفذت في الأيام الأولى للمعرض مثل رواية ماكسيم غوركي "الحرب والسلم"، فضلا عن أعمال أدبية روائية عربية مثلّت –حسبه- قفزة نوعية في عالم الروايات الواقعية وذكر منها رواية "ذات فقد" للكاتبة السعودية أثير عبد الله النمشي. ولفت أنّ الكاتبة النمشي تمكنت من التعبير عن معاناتها ومعاناة المرأة في الجزيرة العربية بصورة واقعية ونقلت الحقيقة. وأرجع سبب هذا الرواج الكبير لهذه الرواية في معرض الجزائر ومعارض عربية أخرى، لاسيما في لبنان، سوريا والأردن إلى كون الكاتبة النمشي خرجت عن المألوف وكسرت الطابوهات وعكست تحررها من خلال قصة امرأة تعيش وراء القضبان تمثل ما تعانيه المرأة في الجزيرة العربية، وأكدّ المتحدث أنّ الرواية طلبها عديد القراء من ولايات كثيرة على غرار ورقلة ووادي سوف وغرداية. ولم يخف في السياق ذاته أنّ الإعلامي والكاتب سامي كليب صنع الحدث في معرض الجزائر، رغم عدم علم الكثير بمؤلفه السياسي الجديد الذي يحمل عنوان: "الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج"، وعلى حدّ تعبيره فإنّ سامي كليب قدم تقارير سرية ضمن العمل حول أسباب الحرب في سوريا وتفاصيلها.