نظم مئات الآلاف من الكوريين الجنوبيين تجمعاً حاشداً في العاصمة سول قرب قصر الرئاسة، السبت، في سادس مطلع أسبوع على التوالي للمطالبة باستقالة رئيسة البلاد باك جون هاي بعد فضيحة فساد. وجاء التجمع الحاشد بعد أن تقدمت أحزاب المعارضة الثلاثة في كوريا الجنوبية بمشروع قرار، يوم السبت، إلى البرلمان لمساءلة باك التي قد تصبح أول رئيس دولة منتخب ديمقراطياً في البلاد يترك منصبه قبل انتهاء ولايته في خزي بعد فضيحة فساد. ويقول مشروع القرار الذي وقعه 171 عضواً في البرلمان المؤلف من 300 مقعد، إن باك انتهكت الدستور والقانون الجنائي بسوء استغلال سلطاتها الرئاسية. ووصل المحتجون إلى مسافة مائة متر من القصر الأزرق الرئاسي وطالبوا باك بالتنحي على الفور ورفضوا ثالث اعتذار تقدمت به وكذلك طلبها من البرلمان اتخاذ قرار بشأن متى وكيف يمكن أن تتنحى. وقالت كيم جاي هوا وهي أم تبلغ من العمر 43 عاماً من سول تشارك في التجمع الحاشد مع ابنتيها: "من العار إنها ما زالت في هذا المنصب. كان يجب أن تكون استقالت بالفعل". ورفع أحد المشاركين في التجمع الحاشد لافتة كتب عليها باللون الأحمر "اعتقلوا باك جون هاي". ويقول مشروع القرار الذي تقدمت به أحزاب المعارضة الثلاثة: "نقترح هنا بدء إجراءات مساءلة لحماية الدستور واستعادة النظام الدستوري من خلال عزل الرئيسة باك جون هاي من منصبها". وأضاف "إرادة الشعب واضحة وهي إجبار الرئيسة باك جون هاي على التوقف عن ممارسة مهامها الرئاسية. والإرادة السيادية اتضحت من خلال المسيرات الحاشدة والاحتجاجات السلمية التي شارك فيها عدد لا يحصى من الشعب من كل الأجيال والأيديولوجيات والخلفيات". وتقع باك تحت ضغوط هائلة للتنحي مع خروج مئات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة باستقالتها في مظاهرات خلال عطلات نهاية الأسبوع اتسمت جميعها بالسلمية. ووجهت لباك اتهامات بأنها تواطأت مع صديقتها تشوي سون-سيل لتمكينها من استغلال النفوذ لوضع ضغوط مفرطة على مؤسسات كبرى لجمع أموال لمؤسستين تدعمان مبادرات باك. ونفت باك ارتكاب أي أخطاء لكنها اعتذرت للأمة. وقالت أحزاب المعارضة الثلاثة، يوم الجمعة، إنها ستجري تصويتاً على مساءلة باك في التاسع من الشهر الجاري. ولدى أحزاب المعارضة ما يكفي من الأعضاء في البرلمان لطرح مشروع قرار المساءلة، لكنها تحتاج 28 عضواً من حزب ساينوري الذي تنتمي إليه الرئيسة للتصويت عليه لنيل أغلبية الثلثين المطلوبة لإقراره. وقال منظمو التجمع الحاشد، إن 500 ألف شخص شاركوا في احتجاج، يوم السبت، في حين رفضت الشرطة ذكر تقديراتها ولكن قالت إنه جرى نشر نحو 20 ألف شرطي.