في ندوة صحفية عقدها بمكتبه، بعد سلسلة من المشاكل التي طفت فوق السطح في الآونة الأخيرة، وإثر القطرة التي أفاضت الكأس بالتعليمة التي أصدرها لمنع الطاقم الطبي وشبه الطبي بتصريحات إعلامية من دون موافقته، كشف مدير مستشفى سليمان عميرات بتقرت الصادق قريون النقاب عن عدد من القضايا التي أسالت الكثير من الحبر داخل المؤسسة الاستشفائية. استهل مدير المستشفى، قريون الصادق، حديثه بمصلحة الاستعجالات التي يعاني فيها الطاقم الطبي وشبه الطبي من الاعتداءات من طرف زوار المصلحة، سواء من المرضى أم ذويهم أم حتى عصابات وشباب في حالة سكر خاصة في الليل في الوقت الذي تنعدم فيه التغطية الأمنية بهذا المرفق رغم المراسلات المتكررة لتدعيمها بأعوان شرطة، نظرا إلى حساسية وحيوية المكان. أما النقطة التي مازالت تثير الكثير من اللغط من سنوات فهي اعتماد ذات المصلحة على حجرة واحدة للفحص. وتبرأ مدير المؤسسة من هذه النقطة التي اعتبرها تراكمات سابقة قبل مجيئه وأرجعها إلى النقابة التي دافعت بقوة عن غلق الحجرة الثانية للفحص وتحاشى الخوض أكثر في أسباب هذا الموضوع لأن الأهم حسب المدير أن الاستعجالات لا تعاني من عجز في الطاقم الطبي المتكون من 14 طبيبا عاما يوميا للتكفل بالمرضى، أما عن الطوابير والاختناقات في هذه المصلحة فأرجع سببها إلى المواطنين الذين يتدفقون عليها من كل حدب وصوب من أرجاء الولاية المنتدبة في الوقت الذي يتجاهل فيه هؤلاء العيادات الجوارية ودار الولادة التي أصبحت تقدم الخدمات الطبية الاستعجالية لتخفيف العبء عن مستشفى سليمان عميرات. أما عن قضية الأطباء الأخصائيين التي أحدثت بدورها زوبعة داخل وخارج أسوار المؤسسة، فأضاف قريون أن القضية تم احتواؤها وتم العدول عن إقالة طبيبين أخصائيين، واعتبر الوقفة الاحتجاجية التي قام بها الأطباء الأخصائيون غير شرعية وأبطلتها المحكمة الاستعجالية، وأن كل ما في الأمر سوء فهم فقط بعد أن تقدمت نقابتهم بطلب لقاء قبل أيام من خروجه في عطلة وتم تأويله بأنه يفاضل بين النقابات وبأنه رفض استقبال نقابة الأخصائيين، مشيرا إلى أن أبوابه مفتوحة لجميع الشركاء الاجتماعيين دون استثناء. أما أكبر مشكلة، أشار إليها نفس المسؤول، فهي السكنات الوظيفية للمستشفى التي لا تزال بحوزة متقاعدي المستشفى أو الذين تم تحويلهم إلى مؤسسات صحية أخرى وأصبحت لا تربطهم أي علاقة بالمستشفى. وأضاف ذات المسؤول أن بعض هذه السكنات تم كراؤها لأقاربهم في تعد صارخ للقانون، ما دفعه إلى تحريك هذا الملف لدى العدالة ومدير الصحة والوالي الذي تفهم ما يحدث من مشاكل وصراعات داخلية خاصة بعد عجزه عن توفير سكنات للأخصائيين العشرة الذين استفاد منهم المستشفى مؤخرا. وأما فيما يخص التعليمة التي أصدرها بمنع الطاقم الطبي وشبه الطبي من الإدلاء بأي تصريحات إلى وسائل الإعلام، فاعتذر قريون إلى الأسرة الإعلامية عن هذه التعليمة المؤقتة حسبه التي جاءت في ظرف لا يخدم المؤسسة الاستشفائية وليس حجبا أو تضييقا على المعلومة، كما تنازل المدير عن الشكوى التي تقدم بها ضد ممرض لدى العدالة بسبب منشورات في الفايسبوك عبّر فيها الممرض عن عدم رضاه عن الظروف التي تحيط بعمله.