ستلجأ مصالح البريد إلى اشتراط تقديم الزبائن لبطاقة السحب الالكتروني عند كل عملية تتعلق بحساباتهم الجارية، لدفع المواطنين إلى استعمال بطاقاتهم وسحب المهملة منها في مكاتب البريد، بعد ملاحظة أن 1.5 مليون زبون من أصل 5.8 ملايين صدرت بطاقاتهم لم يستعملوها ولا مرة واحدة. وأكد مسؤول في بريد الجزائر أن المؤسسة ستلجأ إلى اشتراط تقديم بطاقة السحب الالكترونية عند القيام بأي عملية تتعلق بالحساب الجاري، سواء سحب أو إيداع أو كشف، وذلك لإرغام الزبائن على استعمال بطاقاتهم الالكترونية، حيث أثبتت التحريات أن نحو 1.5 مليون زبون لم يستعملوا البطاقة ولا مرة واحدة، بل أكثر من ذلك توجد آلاف البطاقات مهملة في مكاتب البريد ولم يتقدم أصحابها لسحبها من أجل تشغيلها واستعمالها في جميع العمليات. وبلغ عدد البطاقات التي صدرت عن البريد لأصحاب الحسابات الجارية 5.8 ملايين بطاقة من أصل نحو 12 مليون حساب جاري، كلها الآن مفعّلة ولا يوجد منها ما هو خارج الخدمة أو منتهي الصلاحية، بعد ما عمد بريد الجزائر إلى تفعيل كل البطاقات التي بلغت نهاية صلاحيتها، وهذه قد أضيفت لها مدة صلاحية تقدر ب 4 سنوات، حيث تستمر صلاحية البطاقة الصادرة سنة 2007 إلى غاية سنة 2011 والصادرة في 2008 إلى غاية 2012 وهكذا. أما في العاصمة فقد استبدلت 30 ألف بطاقة منتهية الصلاحية ببطاقات جديدة، وكان ذلك في أول الأمر، لكنها عملية كلفت خسائر كبيرة باعتبار البريد قد استرجع البطاقات القديمة من أصحابها لتلقى في سلة المهملات دون أن يعاد استعمالها، ما اعتبرته جهات خسائر فادحة للبريد وسوء تخطيط، وكانت تلك الخسائر السبب في إعادة النظر في طريقة التعامل مع البطاقات المنتهية الصلاحية، ومن ثم أعيد تفعيلها من جديد مع احتفاظ أصحابها بها دون الحاجة إلى بطاقات جديدة. وكان بريد الجزائر التزم في وقت سابق بإرسال الإشعارات إلى زبائنه يعلمهم فيها بالتقدم من مكاتب البريد لسحب بطاقاتهم الالكترونية، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك الالتزام، فأحجم عدد كبير من الزبائن عن سحب البطاقات بسبب التهاون تارة والجهل بتوفرها على مستوى مكتب البريد تارة أخرى، حيث أحصى عدد من البطاقات انتهت صلاحيتها وهي لم تغادر أدراج مكاتب البريد. وتفكر مصالح بريد الجزائر بشتى الطرق لإقناع الزبائن باستعمال بطاقاتهم الالكترونية في شبابيك السحب وفي مكاتب البريد، حيث يبدي بعض الزبائن تحفظا من التعامل بتلك البطاقات سواء بسبب الخطأ في الاستعمال أو صعوبة تصحيح الخطأ وضياع مبالغ من الرصيد بسببها، وكذلك تعطل الشبكة في كثير من الأحيان، وخلو الشباك من السيولة المالية في أحيان كثيرة.