أثار مشهد هروب عدد من الجنود الإسرائيليين المسلحين، من موقع عملية الدهس التي نفذها فلسطيني في مستوطنة أرمون هنتسيف المقامة على أراضي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة، ردود فعل إسرائيلية متفاوتة. فقد بثت وسائل الإعلام، شريط فيديو، لمكان العملية لإثبات تعمد فادي القنبر، مهاجمة الجنود. ولكن ظهر أيضاً في ذات الشريط جنود مسلحين يهربون من المكان. ويتضح من التسجيل، أن عشرات الجنود كانوا في المكان، ومعهم أسلحتهم النارية الأوتوماتيكية من طراز "إم 16". منشور وكان الهجوم الذي وقع أمس (الأحد)، قد أدى إلى مقتل أربعة جنود (منهم ثلاث مجندات) وإصابة 17 آخرين، بينهم واحد بحال الخطر. تبرير الجنود وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إن بعض الجنود برروا هروبهم بأنهم خشوا أن يصيبوا بعضهم البعض في حال إطلاق النار بشكل عشوائي. وأضافت إن البعض الآخر، قال إنه عند وقوع العملية "لم يدركوا إذا ما كان الحديث يدور عن عملية هجومية أو حادث سير". وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد نقلت، الأحد، عن ايتان روند، وهو حارس أمن مدني أطلق النار على القنبر، قوله إن الجنود في المكان "كانوا مترددين بإطلاق النار، قبل أن تبدأ ردود الفعل". وحاول روند الربط بين الحادثة، وبين الحكم بإدانة الجندي أليؤر عزريا من قبل المحكمة العسكرية بالقتل غير العمد لفلسطيني، قائلاً: "ربما يكون هذا السبب". وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية في تل أبيب قد أدانت، الأسبوع الماضي، الجندي عزريا بالقتل غير العمد للجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربيةالمحتلة، في شهر مارس الماضي بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة وهو جريح. ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال، موتي ألموز اعتبر أنه "من الخطأ القول إن الجنود ترددوا في إطلاق النار، أو القول بأن إدانة عزريا أثرت عليهم". وأضاف لإذاعة الجيش: "الجنود لم يعرفوا في البداية إن الحديث يدور عن هجوم، واعتقدوا أنه حادث طرق وفي اللحظة التي أدركوا أنه هجوم فإن اثنين من الجنود أطلقوا النار على الشاحنة". وتابع ألموز: "ليس من الواضح إذا ما كان طلقاتهما قتلت المهاجم أو أوقفت الهجوم ولكن من الواضح إنهما استخدما سلاحهما". تحقيق في الحادث من جهته، طالب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الإسرائيلية من قيادة الجيش التحقيق في حادثة هروب الجنود، "من دون وضع اللوم على إدانة الجندي عزريا". وقال: "من الصعب تصديق أنه بعد ثوان من قتل الشاحنة لأربعة جنود، وقف رفاقهم للتفكير في العواقب القانونية لإطلاق النار على مهاجم". بدورها، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) الاثنين: "يستدل من التحقيقات الأولية أن عدداً من الجنود أطلقوا النار على مرتكب الاعتداء، وقامت إحدى الضابطات بتوجيه الأوامر إلى باقي الجنود بالاحتماء والابتعاد عن المكان". وأضافت: "يرفض الجيش الإسرائيلي القول إن الجنود يخشون إطلاق النار، بسبب قضية الجندي المدان عزريا في الخليل". وقد تفاعل فلسطينيون وعرب على شبكات التواصل الاجتماعي مع المشهد. وكتب الكثير من النشطاء، تغريدات ساخرة من "مشهد الهروب"، رغم أن الجنود مدججين بالسلاح، معتبرين أنه يدل على "جبن جنود الجيش الإسرائيلي".