استعرضت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، الأحد، قضية غريبة، مسّت 7 أفراد من عائلة واحدة، وكادت أن تسقط فيها عشرات الأرواح البريئة من سكان عمارة أحد أحياء منطقة تيقصراين، بعد أن قرر تاجر مخدرات الانتقام من أحد السكان على حين غرة. قضية الحال، حسب ما دار في جلسة محاكمة الأطراف، انطلقت بتاريخ 3 فيفري من سنة 2014، وهذا بعد أن طلب شقيق الضحية من المتهم التوقف عن إقلاق القاطنين، بسبب ما كان يتلفظ به من كلمات نابية وعبارات سب وشتم كلما ثارت ثائرته، حيث دخل معه في مناوشات كلامية، وهو ما أثار غضب المتهم الذي لم يتعود أن يجابهه أحد، وهنا قرر الانتقام من سكان الحي، وبالأخص من عائلة هذا الشاب المتكونة من 7 أفراد، إذ أشعل فتيل قارورة غاز موصولة بأنبوب الغاز الرئيسي المؤدي إلى العمارة، ما أدى إلى التهاب النيران في مدخل الشقة قبل أن تمتد نحو أرجاء العمارة على الساعة الثانية فجرا، قبل أن يتدخل الجيران لإنقاذ هذه العائلة، التي تأسست كضحية في هذه القضية. وبمباشرة التحقيقات القضائية، تبيّن أن المتهم كهل ينحدر من منطقة نقاوس بباتنة، وهو "تاجر" مخدرات معروف بالعاصمة، كان يتجول بهوية مزوّرة، لتضليل قوات الأمن، بعد أن صدرت ضده عدة مذكرات توقيف. وخلال جلسة المحاكمة، أنكر المتهم الذي تم توقيفه منذ 21 يوما، ما نسب إليه من أفعال، حيث جاء في معرض تصريحاته أنه لم يكن في العاصمة من 2013 إلى 2016، كما أكد بأنه لا وجود لأي دليل مادي يدينه، وعليه التمس ممثل الحق العام في حقّه تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا و100 ألف دج غرامة مالية نافذة، مع المنع من الإقامة بولاية الجزائر لمدة 5 سنوات، في حين تم تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد المداولة في القضية.