تحولت عملية تهيئة الأرصفة بحي فتال ببلدية بني مراد في البليدة إلى كابوس حقيقي، بعدما لجأت المؤسسة المكلفة بالأشغال على سد المجاري المائية بالتراب ما حول الحي إلى برك مائية وأوحال، وهو ما دفع بالسكان إلى رفع عدة شكاوى لرئيس البلدية الذي أكد انه ليس مسؤولا عن الأشغال، متهما السلطات الولائية بالتقصير، ما دفع بالمواطنين إلى إطلاق صيحات استغاثة للوالي لإنقاذ حيهم من التهميش المبرمج. تجددت معاناة سكان حي فتال ببلدية بني مراد مع التهميش المبرمج من طرف السلطات المحلية، والتي رفضت الاستجابة لأبسط المطالب، على غرار تعبيد الطريق الرئيسي وإصلاح البالوعات المفتوحة ووضع حد لشاحنات الموت التي جعلت من الحي معبرا رئيسيا، ناهيك عن الغبار الذي بات يصنع ديكورا يوميا متسببا في أمراض الحساسية لأغلب العائلات. وأمام هذا الانسداد طالب سكان حي فتال بتدخل عاجل لوالي البليدة بعد تعفن الأوضاع في حيهم الذي لا يبعد سوى 3 كلم عن مقر البلدية، غير أنه حي "منسي" بمواصفات دوار، يفتقد لأدنى شروط التهيئة، وسط مخاطر عدة تهدد السكان وأطفال المدارس. واستبشر سكان الحي خيرا بعودة المير السابق إلى منصبه منذ أزيد من سنة والذي شرع في أشغال التهيئة والتزيين على مستوى وسط مدينة بني مراد، غير أن هذه الأشغال لم تمتد إلى المناطق المعزولة التي تعاني التهميش والإهمال منذ سنوات طويلة، على غرار حي فتال الذي بات يجمع ثلاث بلديات ويعتبر من أكبر الأحياء الجديدة في ولاية البليدة. وبعد نداءات واستغاثات متكررة للمطالبة بتهيئة الأرصفة، تدخلت بلدية بني مراد أخيرا الصيف الماضي لتهيئة الرصيف، ما جعل السكان يستبشرون خيرا، غير أن السكان صدموا بطبيعة الأشغال التي لم تراع المقاييس وكانت "بريكولاج" بأتم معنى الكلمة، حيث لجأ المقاول إلى وضع المجاري المائية الحديدية فوق التراب ولم يكلف نفسه عناء تهيئتها بالاسمنت لتفادي انسدادها، ولجأ إلى حفر الطريق العام لتمرير أنابيب المجاري المائية ولم يعد تصليح الطريق، ما جعلها تتآكل كلما هطلت الأمطار، وأصبحت مليئة بالحفر التي يتعدى عمقها 30 سم، كما تتعرض سيارات المواطنين لأضرار جسيمة كلما مرت بالطريق العام التي تمر منها يوميا من 300 شاحنة من الوزن الثقيل، وهذا ما جعل المواطنين والأطفال المتمدرسين يعانون من كثرة الغبار واهتراء متواصل للطريق العام التي لا تصلح حسب السكان حتى للحمير. "الشروق" تنقلت إلى رئيس البلدية الذي أكد أن أشغال تهيئة الأرصفة بالحي بادرت مها المصالح الولائية وليس البلدية وهي المسؤولة على تعبيد الحي وتهيئة المجاري المائية، وهو ما أثار غضب السكان الذين يطالبون بتدخل عاجل لوالي البلدية.