طالب سكان حي الجمهورية ببلدية الكاليتوس بتحسين الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، حيث استنكروا التهميش واللامبالاة، وناشدوا السلطات المحلية انتشالهم من الظروف القاسية و المعاناة المستمرة، مطالبين بإعادة تعبيد الطريق الرئيسي ومسالك الأحياء السكنية المتربعة على مساحة كبيرة و تهيئتها، كإيصال الغاز لكل الأّسر، إدراج المرافق الاجتماعية المختلفة واستحداث الأماكن الشبانية و الترفيهية و وسائل النقل. يعاني قاطنو حي "الجمهورية" التابع إداريا لبلدية الكاليتوس بالعاصمة، من انعدام الشروط المعيشية الملائمة حسب ما أكدوه ل"الاتحاد"، فمنذ أكثر من عامين على انتهاء أشغال وضع شبكات الصرف الصحي، مازالت الحفر و المطبات تشكل مصدر إزعاج للسكان و أصحاب المركبات بعد تآكل الطريق و تصدّعها جرّاء الأشغال المستمرة ، ما يؤدي إلى زحمة مرورية خانقة في الفترات الصباحية و المسائية، باعتبارها نقطة عبور رابطة بين المناطق المجاورة على غرار بلدية مفتاح بالبليدة، الحراش و الكاليتوس. من جهة أخرى، طالب السكان بتدعيم هذه المنطقة بملاحق مختلف المرافق العمومية الضرورية، لتجنيبهم التنقل للبلديات الأخرى كاستحداث مكتب بريدي، دار الشباب، توسيع الملعب البلدي و خلق أماكن للترفيه تنسي شريحة الشبّان مشكل البطالة التي يعيشونها، وتأتي هذه المطالب نتيجة اتساع التجمعات السكانية و توافد قاطنين جدد حيث بات من المهم النظر في هذه الأمور. معظم الأشغال مجرّد "بريكولاج" شدد القاطنون بمختلف التجزئات السكنية التي اتسعت في السنوات الأخيرة، على ضرورة تحقيق السلطات المحلية لوعودها، بوضع برنامج تهيئة شاملة كإيصال الغاز لكل العائلات، كونهم يعانون كثيرا من ندرة غاز البوتان، ومكابدة عناء الطريق لجلب هذه المادة الأساسية، خاصة بفرقة "أولاد زيدان" و تجزئة البنايات القصديرية، حيث يقطعون مسافات لأجل ذلك، يتفاقم وضعهم في فصل المطر و البرد. ورغم أن السكان احتجوا على هذا الوضع المزري بإغلاق الطريق في عديد المرّات، للمطالبة بتجسيد البرامج المسطّرة منذ أعوام والتي لم تعرف طريقها للتنفيذ، و إعطائهم نصيبهم من التنمية و التهيئة، لكنهم لم يستفيدوا من شيء يذكر على حدّ تعبيرهم، سوى من " البريكولاج". بالإضافة إلى هذا، ألحّوا على ضرورة تهيئة الأحياء السكنية التي أغرقتها الأوحال و البرك المائية وكذا تعبيد الطريق الرئيسي الذي تنتشر فيه المطبات، نتيجة التزفيت السطحي الذي يزول عند هطول الأمطار، ويزداد الوضع تعقّدا بسبب انسداد مجاري المياه وانغلاقها، ففي فصل الشتاء يصبح التنقل في هذا المكان شبه مستحيل، ما يعيق حركة السيارات و المارين، خاصة التلاميذ الذي يقصدون المتوسطة و الابتدائية، حيث يجبرون يوميا على المرور عبر تلك المستنقعات المائية ومساحات الوحل الممتدة على مسافات واسعة، تتحول في فصل الصيف إلى غبار و أتربة تتطاير مع هبوب الرياح ومرور المركبات. النقل هاجس ينغص يوميات المواطنين يطرح القاطنون من جملة انشغالاتهم اليومية التي يرونها ضرورية، مشكل النقل الذي يعدّ هاجسهم الذي لا ينتهي، حيث تنعدم تماما خطوط النقل المباشرة نحو المدن المجاورة، ما يضطرهم لانتظار حافلات النقل التابعة لمفتاح للظفر بمكان واقفين مع وجود الاكتظاظ الشديد فيها، وهمّهم الوحيد عدم تأخرهم عن الأماكن التي يقصدونها، كما تنعدم الأرصفة و المواقف المخصصة للانتظار بسبب تقادمها و تكسّرها، حيث لم تعد تصلح للاحتماء فيها عند هطول الأمطار، و اتّقاء أشعة الشمس. انعدام ثانوية في الحي يؤرق التلاميذ كما يعاني تلاميذ الطور الثانوي من انعدام ثانوية خاصة بهم، فأغلبهم يتوزعون على ثانويات المدن المجاورة على غرار الكاليتوس، مفتاح والحراش، في ظل انعدام النقل المدرسي، فهم يعانون من أزمة النقل يوميا ويتأخرون عن مقاعد الدراسة، خاصة و أنهم يتنقلون على مسافات بعيدة تتميز طرقها بالازدحام المروري على غرار طريق واد السمار، ويضطر بعض التلاميذ رغم صغر أعمارهم، إلى إيقاف السيارات و الحافلات في طريق مليء بالمخاطر، و استقينا من حديثنا مع بعض التلميذات المعاناة اليومية خاصة أنهم يدرسون في الحراش، وينتظرون ساعات في محطة "بومعطي" لصعود الحافلات التي تقلّ في الفترة المسائية، وهو الأمر الذي جعلهم يلحون على توفير النقل المدرسي. الحفر و القاذورات شوّهت منظر الحي أبدى المواطنون تذمرهم من تحول حواف الطريق ومداخل السكنات إلى مفرغة عشوائية لرمي النفايات المختلفة، من طرف الباعة الذين يملكون محلات أو الذين يمارسون نشاطهم على طول الطريق، حيث يقومون بترك علب الكرتون و مخلّفات السلع دون مبالاتهم بالأضرار التي تنجر عن تلك السلوكيات، خاصة في المكان المعروف ب"لا سيتي"، رغم وجود لافتات تحثّ الأشخاص على رميها في المكان المخصص لها، إلا أن غياب ثقافة الحفاظ على البيئة و المحيط من جهة، و عدم تحرك مصالح النظافة بالبلدية للتكفل بنقل تلك القمامات التي تنبعث منها روائح كريهة من جهة أخرى، أسهم في تشويه صورة تلك الأحياء، والقضاء على الوجه الجمالي لها. يضاف إلى جملة المشاكل التي كشف عنها مواطنو الحي، مشكل وجود البالوعات المفتوحة التي خلّفتها أشغال الحفْر الخاصة بوضع شبكة الصرف الصحي وانتشارها وسط الحي، فتحولت إلى خطر يحدق بالأطفال الذين لا يجدون أماكن للّعب إلا قربها، زاد من تخوف أوليائهم. لهذه الأسباب، بات من الضروري حسب سكان الجمهورية النظر في انشغالاتهم من طرف المسؤولين المحليين، بوضع برامج حقيقية لتطوير المنطقة و إعطائها الوجه الحضاري اللائق، واستكمال المشاريع التنموية العالقة خاصة فيما يخص الماء، الغاز، النقل والمرافق الشبابية والترفيهية و الصحية.