فصّل الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان في ظروف ودوافع الوحدة المعلنة مؤخرا بين حزبه وحركة النهضة رفقة جبهة العدالة والتنمية، حيث اعتبر وصول دونالد ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض، والمضايقات التي تعيشها الحركات الإسلامية على الصعيد الإقليمي، إضافة إلى "الإكراهات السياسية" وطنيّا، قد عجلت ببلورة الوعي بضرورة تجاوز واقع الفرقة نحو الوحدة والاندماج بين مكونات الطيف الإسلامي في الجزائر. وأوضح أحمد الدان أن الفرصة كانت مواتية مع جاب الله ومحمد ذويبي، نظرا للتوافق الحاصل بين جميع الأطراف، بشأن مقتضيات الوحدة وتصورها العملي والإجرائي، بينما تعثّرت مع حركة مجتمع السلم بسبب الشروط المسبقة التي أرادت إملاءها، معتبرًا أن رئيسها الحالي غير مقتنع بخيارات "الإخوان المسلمين"، ويريد التأسيس لتجربة جديدة، على غرار ما هو في تركيا والمغرب، وقبلهما في السودان، مؤكدا أن الهوة صارت شاسعة معه في هذا الاتجاه. وعكس ذلك، أثنى ضيف منتدى "الشروق" على التطور الحاصل في فكر الشيخ عبد الله جاب الله، مشدّدا على أنه من روّاد المدرسة الإخوانية في الجزائر، وأنّ أفكاره قد تطورت كثيرا في الاتجاه المقاصدي، ولذلك ستنجح الوحدة معه، على حدّ قوله.
اعتبرها مقصّرة في التحسيس والتعبئة للمشاركة الشعبية الحكومة مسؤولة عن تنفيذ وعود الرئيس في نزاهة الانتخابات دعا أحمد الدان الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية، واستغلال الطاقات التي جندت لذات الغرض، من أجل مراقبة الانتخابات حتى تكون في مستوى ثقة الرئيس والأحزاب، من جهة أخرى حمل الدان رئيس الحكومة والجهاز التنفيذي مسؤولية حماية الانتخابات وتطبيق خطاب الرئيس ووعوده، كما انتقد عدم تفاعلها، بعد أن سجلت – حسبه - عجزا في عملية التحسيس والتعبئة للمشاركة في الانتخابات، وأضاف الدان أن الحكومة الحالية لم تتمكن من فتح باب الحوار مع الأحزاب، لتسمع رؤيتها حول تأمين الانتخابات من التزوير. بالمقابل، اعتبر الأمين العام لحركة البناء الوطني، أن توجه المواطن إلى صناديق الاقتراع في أفريل المقبل، سيمنع حدوث التزوير الذي أصبح حرفة تقتات منه العديد من الجهات على حد قوله، والتي تعمل على عدم تفويت فرصة ضعف المشاركة الشعبية لفتح المجال واللعب بالانتخابات. وبخصوص إمكانية دخول الحكومة مجددا بعد التحالف مع جاب الله النهضة، قال إن حركته لم تنقطع أبدا عن مشاركة الدولة التي بقيت تحافظ عليها بكل أشكالها، حيث تعتبر المقاطعة وسياسة الكرسي الشاغر سببا لدخول البلاد في الانسداد والأزمات، مستدلاّ في قوله بنظرية الشيخ نحناح وتجربته التي صدرها لدول أخرى في العالم، وأصبحت نبراسا للحركات الإسلامية. وأوضح أحمد الدان أن دخول الحكومة بعد تشريعيات 2017 سيكون بناء على دراسة وتشاور مع بقية الشركاء، وفقا لنتائج البرلمان، وتطور المشهد السياسي، وتطبيقها سيخضع للجنة المديرة للاتحاد، حيث ستضع ترتيبات من أجل الدخول بقوة، لكن في كلّ الأحوال، أكد المتحدث أنّ مسعى "الاتحاد" سيكون لتحقيق الأغلبية والمشاركة في الحكومة. وعن موقف جاب الله من ذلك، قال الدان أن الشيخ مقاصدي في فكره، وقد التزم بترك الهيئة التشاورية تقرر مثل هذه الخيارات، وهو سيكون مزكيّا لكافة القرارات الجماعية.
كشف عن توقيع اتفاق الاتحاد يوم 21 جانفي الجاري التحوّلات الدولية وتعسّف الحكومة وراء وحدة الإسلاميين كشف الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد الدان، عن كواليس الوحدة التي جمعت تشكيلته السياسية مع جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، مشيرا إلى أنّ الأحزاب الثلاثة ستوقع على الاتفاق النهائي السبت المقبل 21 جانفي 2017، لتحمل مستقبلا تسمية الاتحاد من أجل النهضة - العدالة - البناء. وقال أحمد الدان، خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة "الشروق"، إن المشاورات بين الأحزاب الثلاثة دامت أكثر من 8 أشهر، من أجل لمّ شمل الأحزاب الإسلامية والاستجابة لتطلعات الشعب الذي كان يلوم التيار الإسلامي على شتاته، وكشف عن أهم الأسباب التي جعلت الوحدة تتحقق، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالتحولات التي يعيشها العالم، والخارطة السياسية التي تتجه نحو إرساء مبدإ التكتلات والتحالفات، مشيرا إلى أنّ كل البلدان فهمت قواعد اللعبة السياسية الجديدة بما فيها الجزائر التي قررت أحزابها الدخول في تكتلات وتحالفات. ويؤكد أحمد الدان أنّ لم الشمل جاء أيضا بسبب ظلم وتعسف الحكومة وإكراهات انتخابية غير دستورية، فُرضت على الأحزاب عن طريق قانون الانتخابات الجديد، نافيًا أن تكون وحدة الأحزاب الثلاثة لها علاقة بالتوقيعات أو لأطماع انتخابية، على حد قوله. ويجزم ضيف " الشروق" أن حركتي النهضة والبناء وجبهة العدالة والتنمية درست كل الاحتمالات، بما فيها فشل مساعي الوحدة بين التيار الإسلامي، على غرار المؤامرات والتعرض لهجومات من طرف الأحزاب التغريبية، وحتى الحملات الإعلامية التي قد توظف من طرف جهات لكسر هذه الوحدة. وأوضح الدّان أنّ الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لا يحمل خاتم سليمان، "لكن نسعى للاستمرار، وقمنا بوضع لجان مشتركة لدراسة كل السيناريوهات التي قد تواجهنا، كما أنّنا لسنا ضد أي طرف أو جهة كانت".
قال إن العلاقة معهم ليست معيارا أساسيّا للوحدة أدبيات "الإخوان المسلمين" تمثل خيارات مرجعية ونموذجيّة يرى الأمين العام لحركة البناء الوطني أن القيادة الفردية في الوحدة بين مختلف الأحزاب الإسلامية ، هو أحد العوائق التي جعلتها تتأخر، وحولت الأحزاب إلى مجرد دكاكين سياسية، وأضاف أحمد الدان أن حركته تملك رؤية واضحة وشروطا تنظيمية في ذلك، مشددا على ضرورة التوحد خارج حسابات العدد وإنها على أساس الأفكار، وقال في ذات السياق "أن حركة البناء ترفض القيادة الفردية في الوحدة"، معتبرا ذلك سببا رئيسيا في جر أغلب الأحزاب الإسلامية للدمار. وردّ أحمد الدان على تحفظ مقري حول العلاقة بالإخوان، أن هذا الأمر لا تعتبره حركة البناء أساسيّا وعلاقتها الأدبية مع الإخوان ليست معيارا حاسما في بناء الوحدة مع أي طرف، بل ما يهمها هو مصلحة الجزائر. بالمقابل أضاف المتحدث، أن حركته تدعم وتعمل مع الإخوان المسلمين كفضاء دولي للتنسيق والتشاور، ويعتبر أدبيات "الجماعة" في السلمية والمقاومة، وفي الاعتدال والوسطية والدفاع حقوق الإنسان، خيارات نموذجية ومرجعيّة، تعتمد عليها في رؤيتها الفكرية والإستراتيجية.
قال إنّ الهوة شاسعة بين الطرفين في الرؤى والخيارات شروط مقري أجهضت الوحدة بين "حمس" و"البناء" يشرح الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد الدان، أسباب فشل الوحدة بين أبناء مدرسة الشيخ نحناح، ولاسيما مع حركة حركة مجتمع السلم، ويعتقد بأن الأخيرة أرادت إملاء شروطها قبل الاتفاق، وأن المناصب كانت من بين العراقيل التي وقفت في وجه الوحدة بين الحزبين. وقال أحمد الدّان "أجرينا عدة حوارات واتصالات مع حمس، لكن وجدنا بأن الفرق شاسع، ولن يكون هناك توافق، فعبد الرزاق مقري، فصل في قضية التسمية، وأراد أن يكون الاندماج تحت راية حمس، ونحن رفضنا الأمر، يضاف إلى ذلك مسألة الرؤية السياسية بين الحزبين التي هي مختلفة تماما، فحركة حمس بقيادتها الحالية - يقول الدان - تؤمن بمبدأ فك الارتباط والقطيعة مع السلطة، رغم أن هذا الأمر مناف لخط الراحل الشيخ نحناح، وحتى لتوجهنا السياسي المبني على ضرورة ترك كل أبواب الحوار مفتوحة مع الأجهزة التنفيذية والتشريعية. ويضيف الدان "دون أن ننسى المواقف في الملفات الإقليمية، فنحن لنا مبادئ راسخة مع الدولة الجزائرية، ونساند توجهاتها الدبلوماسية في الملفات الكبرى، لكن حمس في عهدة مقري تحكمها الأمزجة". ويرى محدثنا بأن هذه العوائق حالت دون تحقيق الوحدة بين أبناء المدرسة الواحدة، مشيرا إلى أن "الذين يرون أن الأحزاب السياسية مجرد دكاكين سياسية.. فإن وحدتهم مسارها قصير". وأفاد ضيف "الشروق" بأن حركة البناء الوطني وجدت التقارب مع حركة النهضة والعدالة والتنمية أقرب إلى الواقع، بينما فشلت في الاندماج مع حمس، واختار كل حزب رواقه السياسي الخاص به ، لافتا إلى أنه بالرغم من أن حركة مجتمع السلم ترفض مسعى تشكيلة سياسية إسلامية واحدة، وترافع لضرورة تشكّل قطبين إسلاميين كبيرين، لترسيخ مبدأ المنافسة، إلا أن اللجان المشتركة بين الحزبين تشتغل من أجل تحقيق تقارب على فضاءات أخرى، وتابع: "كنا نريد تحالفا على المستوى الوطني، لكن حمس أرادت بأن يكون محليا، بالإضافة إلى أن حمس تريد التحالف من أجل المناصب، ولم نتوقع بأن يكون هذا الأمر عائقا في وجه الوحدة بيننا، وهو ما عطل التحالف الانتخابي بين الحزبين".
توقّع تراجع "الأفلان" وبرلمانًا شبيها بعهدة 97 "الاتحاد" سيكون القوة الإسلامية الأولى في الساحة السياسية حمّل الأمين العام لحركة البناء الوطني أحمد الدان، الحكومة مسؤولية المتاجرة بأصوات الجزائريين خلال كل موعد انتخابي، وطالبها خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشروق" أن تراجع نفسها في الكثير من المسائل لصالح الديمقراطية، مشيرا إلى أنها المسؤولة الوحيدة عن مشكل التجارة بالأصوات في الانتخابات السابقة، حيث استنكر الدان اعتماد الحكومة شرط التوقيعات، واعتبرها حلاّ ترقعيّا لجأت إليه لتغطّي على فشلها في إدارة العملية الانتخابية، وحمايتها من التزوير، قائلا "أن حركته تعتبره تعسفا في استخدام السلطة التي تمارسها على المواطن"، ويرى أن هذا الأخير قد ترهقه هذه التوقيعات فيعزف عن المشاركة. من جهة أخرى، لم يخف أمين حركة البناء الوطني أن القرار كان فيه بعض الايجابية، حيث ستضع التوقيعات، حدّا لسماسرة السياسة من المتاجرة بالأصوات، وقطع الطريق أمامهم لجني المزيد من الملايين، على حساب العملية الانتخابية وأصوات الشعب، وفرضها على جميع الأحزاب سوف لن يفسح المجال لبعض الأطراف لاستخدام منطق "الشكارة" في شراء الأصوات، وهو الأمر الذي سيؤديّ إلى تطويق الظاهرة في القوائم الانتخابية خلال الاستحقاقات التشريعية المقبلة، مثلما يرى الدان. بالمقابل، اقترح الأمين العام لحركة البناء الوطني، استحداث تقنية جديدة تسمح بإجراء انتخابات الكترونية كحل وقائي، يجب أن تتخذه الحكومة مستقبلا، من أجل الحفاظ على نزاهة وشفافية الانتخابات، مثلما هو معمول بع في دول متخلفة عن الجزائر. وبخصوص النتائج المتوقعة خلال تشريعيات أفريل المقبل، أكد أحمد الدان أن حظوظ "التحالف الإسلامي" كبيرة جدا، وقال بلهجة التفاؤل " سندخل الانتخابات حتى ننجح و نتحصل على أكبر عدد من الأصوات"، مشيرا أن الإتحاد سيدخل في ثوب الفائز، دون تحديد سقف معين لذلك، وسيحتلّ موقعا متقدما تحت قبة البرلمان، بل جزم أن تحالف البناء والنهضة والعدالة سيكون القوة الإسلامية الأولى في الهيئة التشريعية. كما أشار ضيف "الشروق" أن التشريعيات المقبلة، لن تكون مثل سابقاتها، متوقعا أن تفرز عائلات سياسية جديدة، حيث توقع زوال بعض الأحزاب التي سبق وأن صنعت الضجيج بتعبيره، إضافة إلى التكهن بتراجع جبهة التحرير الوطني، التي قال إنه لا يمكنها تحمّل مسؤولية الأخطار القادمة في الجانبين الاجتماعي والسياسي، مشيرا إلى أن الشعب لم يعد يثق في التمثيل الأحادي الذي أصبح يضعف البرلمان. وأوضح الدان أنّ البرلمان المقبل من حيث التعددية، سيكون شبيها إلى حد ما ببرلمان 1997، وتوقع في ذات الصدد، أنه سيضم عائلات وطنيّة، وإسلامية بالدرجة الأولى، وديمقراطية بنسبة أقل، حيث يرى المتحدث أن الاتحاد الذي يجمع النهضة والعدالة وحركة البناء سيكون القوة الإسلامية الكبيرة والأولى داخل المشهد السياسي قريبا، بفضل الانتشار التنظيمي والتربوي، على حدّ تقديره. وفي ذات السياق، أشار الدان إلى أنّ الاتحاد سيعلن عن اللجان الاستشرافية، التي ستنهي عملها حول دراسة الخارطة الانتخابية خلال الأيام المقبلة، والذي على أساسه سيتمكن من تقدير قراءته للمشهد الانتخابات المنتظر، وما سيفرزه التحالف.
أكد أنّ 220 إطار غير معني بالترشح للانتخابات جاب الله قد يعتزل السياسة وتنازله وراء نجاح الوحدة أكد الأمين العام لحركة البناء الوطني أن اللجان التي تشتغل على الوحدة، وضعت كل الإجراءات التنظيمية، لتوحيد الرؤية السياسية، وفضاءات التقارب الفكري، كما أنه تم تخصيص لجنة الخطاب، لتفادي حرب الزعامات بين التشكيلات الحزبية الثلاث، مضيفا أن هناك وثيقة للاتحاد تم من خلالها ضبط مراحل الوحدة، بدءا من مرحلة ما قبل الانتخابات، وبعدها القوائم المشتركة للدخول إلى التشريعيات والمحليات، ثمّ مرحلة تجسيد التقارب الفكري والاستمرار في تكريس الوحدة ميدانيّا. وكشف أحمد الدان أن من أسباب نجاح الوحدة بين تشكيلته السياسية وحركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية، التنازل الذي أبداه الشيخ عبد الله جاب الله، الذي لطالما وُصف بأنه رجل يريد الزعامة، وفق ما يروجه منتقدوه. وقال الدّان بهذا الخصوص: "أشكر الشيخ جاب الله الذي تنازل كثيرا وتطوّر في أفكاره، حتى إنه عبّر عن رغبته في اعتزال العمل السياسي، عندما قال إن المناصب لا تعنيه، وسيتفرغ للعمل الفكري والدعوي، ويكرر في الاجتماعات التي نعقدها عبارة: "أسقوا الاتحاد بماء التنازل". وتابع محدثنا: "الجميع ملتزم بلجنة الخطاب، ودرسنا بعض التحفظات عن بعض الأمور، وتم بناء الوحدة على أسس واقعية، كما رفضنا ربط المسائل بالأشخاص بل بالمؤسسات فقط". وأعلن الأمين العام لحركة البناء الوطني، عن مبادرة لتشجيع الجيل الجديد من الشباب لدخول غمار التجربة السياسية، عن طريق منع إطارات الصفّ الأول من الترشح، وترك الباب مفتوحا للشباب قائلا: "حركة البناء لها 220 من القيادات المتقدّمة، وهي غير معنية بالترشح للانتخابات، وفي هذا المقام، نطالب كل الأحزاب بأن تفتح أبوابها للجيل الصاعد من السياسيين، وعدم احتكار المكونات القديمة للمشهد".