تكبدت شبكات التهريب خلال الأشهر القليلة الماضية خسائر كبرى، في وقت تم تسجيل تراجع كبير في حجم التهريب بعد التشديد الأمني البري، خاصة منها الجوية عبر الشريط الحدودي الغربي، وتقوم الطائرات المروحية التابعة للدرك، انطلاقا من القاعدة الجوية العسكرية لمشرية بطلعات بشكل يومي رفقة مروحيات عسكرية على طول الحدود الغربية الفاصلة بين الجزائر والمغرب للتصدي لشبكات تهريب المخدرات القادمة من المغرب، وتضييق الخناق على بارونات تهريب البشر والسلع، وتسلل إرهابيي ما يسمى بتنظيم داعش. لا يمكن الدخول إلى القاعدة الجوية العسكرية بمشرية ولاية النعامة، إلا بتصريح أمني صادر عن وزارة الدفاع، والمكان هو الأكثر سرية مقارنة بالقواعد الأخرى، باعتبار أن هذه القاعدة تصل إليها الصور الجوية التي تلتقطها طائرات المراقبة وكلها تشير إلى موضوع واحد هو وضعية الحدود الفاصلة بين الجزائر والمغرب. "الشروق اليومي" كانت الجريدة الوحيدة من القطاع الخاص التي تمكنت من دخول هذه القاعدة رفقة قائد الدرك اللواء مناد نوبة خلال تفقده لوحدة السرب الجوي للدرك الوطني المتواجدة داخل القاعدة الجوية العسكرية لمشرية، والتي تتوفر على طائرات مروحية "هليكوبتر" من نوع "إيكوراي أس 355 ن"، مزودة بنظام كاميرات المراقبة الذي يضمن التغطية الجوية في الزمن الآني، وهي مجهزة بأحدث التقنيات من أهمها نظام إرسال رقمي عصري يضمن التغطية الأمنية لكافة الإقليم، كما أنها تتوفر على كشاف البحث مدعم بالأشعة ما تحت الحمراء بالإضافة إلى نظام رسم الخرائط الرقمية وثلاث شاشات ومكبري صوت يمكن ربطهما بشبكة راديو الدرك كما يمكن التحليق ليلا بفضل مناظير ليلية مما يساعد طياري السرب على القيام بمهامهم أثناء هذه الفترة بسهولة. وحسب ما استقيناه من مكان وحدة السرب الجوي، فشبكات التهريب تكبدت خلال الأشهر القليلة الماضية خسائر جمة، ويتم حاليا تسجيل تراجع كبير في حجم التهريب بعد التشديدات الأمنية البرية، حيث تقوم طائرات "إيكوراي أس 355 ن"، بطلعات بشكل يومي رفقة مروحيات عسكرية على طول الحدود الغربية الفاصلة بين كل من الجزائر والمغرب تفاديا لتمرير أطنان من "الزطلة المغربية"، وتضييق الخناق على بارونات تهريب البشر والأسلحة. هذه الخطوة التي قامت بها مصالح الدرك وقوات الجيش في إطار غلق المنافذ ضد الإرهاب والمهربين، مكنت من تقليص نشاط المهربين خاصة إلى الخارج عبر المعابر والمنافذ السرية للحدود الغربية التي تعتبر معبرا لتهريب الأطنان من الأغذية والأدوية، النحاس، الجلود، الأسلحة والوقود، حيث يتم سنويا تهريب ما تزيد قيمته عن 3000 مليار سنتيم حسب ما أكدته مصادر أمنية ل "الشروق".
حجز 67 طنا من "الزطلة المغربية" في 2016 بالرغم من أن مافيا المخدرات اضطروا لتغيير المسالك التي اعتادوا تمرير الكيف عبرها في كل مرة، بسبب إحكام مصالح الدرك والجيش والمصالح الأمنية الأخرى قبضتها، على تلك العصابات بالطرق والمسالك الغربية للبلاد حتى على مستوى الطريق السيار، من خلال تكثيف الحواجز الأمنية والدوريات، ليجبروا على تغيير الممرات واتخاذ المناطق والطرق المعزولة والنائية كممرات لهم للإفلات من قبضة مصالح الأمن، إلا أن السرب الجوي للدرك الوطني نجح في تحديد جميع تحركات المهربين، من خلال تكثيف المراقبة الجوية التي تصل في العديد من الأحيان إلى 24 ساعة، مما كبد بارونات التهريب التي تنشط في جميع المجالات الملايير من الدينارات. وحسب ما علمنا فعناصر حرس الحدود رفعوا من وتيرة المراقبة للشريط الحدودي الغربي للبلاد، خاصة في المسالك البرية المصنفة ملاذا مفضلا لشبكات تهريب المخدرات والوقود بين الجزائر والمغرب، من خلال الاستعانة بسلاح الجو وطائرات الاستطلاع لمراقبة حركة المهربين، وتدعيم المنشأة الهندسية المتمثلة في توسيع حفر الخنادق بطول 170 كلم، في إجراءات مراقبة لم تعشها المنطقة الحدودية منذ تاريخ غلق الحدود البرية بين البلدين. وبلغة الأرقام وحسب ما كشفت عنه مصادر مسؤولة بالقيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران فإن وحداتها حجزت سنة 2016 ما يزيد عن 67 طنا من المخدرات القادمة من المغرب.