وعلى الرغم من أن الأرقام التي توفرها مصالح الجمارك تبقى جزئية في مجال حجز المخدرات والحبوب المهلوسة، حيث تقوم مصالح أخرى مثل الدرك الوطني وحراس الحدود بضبط كميات مماثلة وأحيانا مضاعفة؛ إذ سجل الديوان الوطني لمحاربة المخدرات حجز أكثر من 16.5 طنا من مختلف المخدرات لاسيما الحشيش أو الكيف المعالج، الذي يمثل أكثر من 75 بالمائة من الكميات المحجوزة عام 2007. ويرتقب حسب مصادر عليمة أن يفوق الرقم الخاص بالحجوزات سنة 2008 ذلك المسجل عام 2008 بتجاوزه سقف 20 طنا من المخدرات المحجوزة. ويتضح أنه على الرغم من عمليات الرقابة على الحدود، فإن شبكات المخدرات لاتزال نشطة بصورة كبيرة. وأوضح نفس المصدر أن الحدود الغربيةوالجنوبية تشكل حاليا النواة الأساسية لتهريب تجارة المخدرات، خاصة وأن الجزائر أضحت ممرا رئيسيا باتجاه فرنسا وإيطاليا ودول جنوب البحر المتوسط لشبكات المخدرات. وتبقى الأرقام التي توفرها مصالح الجمارك تعكس تطور الظاهرة؛ إذ من المعلوم أن الكمية المحجوزة لا يمكن إلا أن تشكل جزءا من الكميات التي تمر عبر الحدود الشاسعة. طائرات "أيكوراي أوروكوبتر" لحراسة الحدود وعلم من مصادر مقربة من مصالح الجمارك أن هذه الأخيرة بصدد اقتناء وسائل جوية متطورة، حيث تم الاتفاق مبدئيا على تجهيز الجمارك الجزائرية بطائرات من طراز "إيكوراي أوروكومبتر" الأوروبية من فرنسا. هذه الطائرات العمومية تتميز بالعديد من المواصفات وتستخدم من قبل الشرطة الجزائرية. هذه الطائرات المروحية ستشكل الوسيلة الأساسية في استراتيجية الجمارك لحراسة الحدود ما بين 2009 و2010، إضافة إلى تطوير وسائل المراقبة والتدخل أيضا. ويأتي هذا الإجراء بالنظر إلى الحجم الذي تتخذه ظاهرة تهريب المخدرات بكل أصنافها، حيث سجل ما بين 1994 إلى 2007 معالجة أكثر من 110 آلاف قضية مخدرات أمام العدالة، ولوحظ أن فئة الشباب هي المعنية في أكثر من 90 بالمائة من القضايا المطروحة. في نفس السياق، تكشف الأرقام التي توفرها مصالح الجمارك عن استمرار ارتفاع عمليات الحجز، فإذا كانت سنة 2005 قد سجلت حجز 3.638.96331 كلغ من الكيف المعالج ولم تسجل حجز حبوب مهلوسة، فإن سنة 2006 سجلت حجز 4.789.579 كلغ من الكيف المعالج و2050 قرص مهلوس من صنف "ريفوترول". أما سنة 2007 فقد تمكنت مصالح الجمارك من حجز 3.274.134 كلغ من الكيف المعالج و39.006 أقراص مهلوسة من نوع "غاردينال" و"ريفوتريل" وغيرهما. واستمر الأمر بصورة أكبر سنة 2008، حيث تمكنت مصالح الجمارك من حجز 2.625.368 كلغ من الكيف المعالج خلال المدة الممتدة ما بين جانفي ونهاية أوت 2008، وخلال نفس الفترة تم حجز 72.809 قرص مهلوس من نوع "غاردينال" و"ريفوتريل" و"أرطان" وغيرها. وخلال الأشهر التسعة الماضية قاربت عمليات الحجز 3.100.000 كلغ من الكيف المعالج. وعليه، فإنه يرتقب أن تكون عمليات الحجز هذه السنة أكثر من السنة الماضية. وتبقى الحدود الغربية التي تتضمن 21 مركزا حدوديا مسارا مفضلا لمهربي المخدرات سواء من الشمال عبر وجدة وتلمسان أو الجنوب عبر بشار. كما تعد الحدود الجنوبية الشاسعة ممرا أيضا لمثل هذه التجارة إلى جانب شبكات السجائر المهربة.