قال الرئيس الصحراوي "ابراهيم غالي"، الأربعاء، إنّه على الشعب الصحراوي أن يفتخر بصموده واستماتته في الدفاع عن حقه في الاستقلال والسيادة التي شكّلت العامل الرئيسي وراء اعتراف المغرب بحقيقة الجمهورية الصحراوية، مؤكدا أنّ هذا "المكسب" سيكون بداية مرحلة جديدة، وسيفرض على المحتل المغربي ما لا يرضاه بخصوص الالتزامات الدولية. في لقاء مع التلفزيون الصحراوي، عاد الأمين العام لجبهة البوليساريو، إلى جلوس المغرب إلى جانب الوفد الصحراوي وتحت علم الجمهورية الصحراوية بالقمة الإفريقية بأديس أبابا، واصفا ذلك ب"المكسب الكبير الذي تحقّق بفضل صمود ومقاومة الشعب الصحراوي"، كما ربط ذلك ب "مواصلة الكفاح المشروع في سبيل تجسيد أنّ الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها". ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية، عن "غالي" قوله أنّ انضمام المغرب الاتحاد الافريقي وانتماءه الجديد "يلزمه عمليا بالانخراط في مسعى الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة بشأن حل النزاع في الصحراء الغربية".
عزلة الرباط ركّز الرئيس الصحراوي إلى "مواقف وقرارات الاتحاد الافريقي القوية ضدّ التوسع المغربي واحتلاله أجزاء كبيرة من تراب الجمهورية الصحراوية"، ولاحظ أنّ تكرّر تلك المواقف سمحت بارتفاع الصوت الافريقي حتى وصل مجلس الأمن الدولي، على نحو زاد من رقعة المقتنعين بحرمة تراب الجمهورية الصحراوية واحترام حقوق الإنسان ونهب ثروات الشعب الصحراوي، ووسّع نطاق المطالبة داخل الجمعية العامة الأممية بتحديد تاريخ إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وخلص "غالي" إلى أنّ ما تقدّم، "عمّق العزلة التي أصبح يعيشها النظام المغربي"، وهو ما دفع الرباط إلى توخي سرعة فائقة في مسار الانضمام إلى الاتحاد الافريقي، إضافة إلى جزم الاتحاد الافريقي على أنّ موضوع الشركات يبقى حكرا على الدول الأعضاء فقط.
المملكة أدركت الصواب بعد 33 سنة أكّد "غالي" أنّ المغرب أدرك صواب القرار الافريقي بشأن القضية الصحراوية بعد 33 سنة من الزمن، مشيرا إلى أنّ النظام المغربي انضم إلى المنظمة القارية بعدما أدرك أنه يستحيل إقصاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وبعدما جرب كل المناورات". وصرّح "غالي" للتلفزيون الصحراوي: "نظام الاحتلال المغربي ظلّ على خطأ طيلة 32 سنة، جرّب خلالها كافة الوسائل والأساليب في محاولة لإثبات أنّ قرار منظمة الوحدة الافريقي سنة 1982 الذي تجسد سنة 1984 بخصوص قبول عضوية الجمهورية الصحراوية أمر غير واقعي، لكن صمود الشعب الصحراوي لما يزيد عن 40 سنة واستمراره في الاستعداد لتطوير تجربته داخل الاتحاد الافريقي، هما اللذان أثبتا أنّ ما قام به المغرب سنة 1984، كان قرارا بعيدا عن الصواب، وهاهو اليوم يعود ليعيش الواقع كما هو". وكان الإتحاد الإفريقي وافق الاثنين برسم القمة ال 28 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، ليصير المغرب العضو ال 55.