نظرت محكمة الجنح بوهران في ملفات الشرطيين المتابعين بتهمة القتل الخطأ الأولى، تتعلق بمقتل شاب في 24 من عمره ليلة مقابلة الخرطوم، والثانية رضيعة لا يتعدى سنها 14 شهرا، تلقت رصاصة طائشة من مسدس شرطي أثناء حفلة زفاف بحي (مرافال)، وقد التمست النيابة في حقهما سنتين حبسا نافذا. حيثيات القضية الأولى؛ تعود إلى تاريخ 18 نوفمبر لما كان شرطيا بالزي المدني رفقة أصدقائه، يحضّرون أنفسهم للمقابلة التاريخية ضد مصر بالسودان، واجتمعوا منذ الخامسة مساء ليشاهدوها مع بعض حتّى نهايتها، وبعد إطلاق صفارة الحكم معلنة تأهل الخضر خرج الكل فرحا بحي (شوبو الشعبي)، أما الشرطي فقد أراد أن يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة، بإخراجه المسدس لإطلاق رصاصتين في الهواء، وفي الوقت الذي حاول فيه تأمين الطلقة الأخيرة التي بقيت لحمايتها من الخروج، ففلتت من مسدسه واخترقت كف يده وسكنت في بطن أعز صديق له منذ الصغر أردته قتيلا، ليتم نقل الشرطي إلى مصلحة الاستعجالات، أين خضع لعملية جراحية دقيقة، وتقديمه أمام محكمة الجنح ليودع الحبس المؤقت. أما القضية الثانية؛ فكانت بتاريخ 21 نوفمبر بحي مرافال، وقت كان موكب عرس يحط الرحال بقاعة الحفلات النخيل، خرجت سيدة حاملة لرضيعتها للاستمتاع بالحفل، أما الشرطي المتهم الذي كان بالزي الرسمي حضر زفاف صديقه، أطلق رصاصة طائشة في السماء أصابت رأس الرضيعة، أردتها قتيلة في الحين، وقد تفاجأت الوالدة برؤية فلذة كبدتها تنزف دما من رأسها، دون أن تحرك ساكنا، وقد لاذ عون الأمن بالفرار، إلا أن الشاب الذي كان مكلفا بتصوير الحفل بكاميرا خاصة، التقط صورة الشرطي الذي أصاب الرضيعة، ليتم التعرف عليه من خلال الصور واستدعائه للتحقيق معه، بعد محاولته طمس آثار الجريمة باستعمال مواد كيماوية على المسدس، حتى لا يتم التعرف على خروج الطلقة من ماسورته، وبعدها تم تقديمه إلى محكمة الجنح، أين أمر وكيل الجمهورية بإيداعه الحبس المؤقت.