لم يجد تنظيم "الجماعة السلفية للدعوى والقتال" من وسيلة يستعملها للترويج لشريطه الأخير الصادر على شبكة الإنترنيت من طرف ما يسميه مؤسسة الأندلس الإعلامية... والذي صوّر فيه المجزرة الجبانة التي اقترفها في حق 14 جنديا من أبناء الشعب الجزائري المسلم، أواخر شهر جويلية من السنة الماضية على مقربة من المكان المسمى "دوار رقو" ببلدية بني ميلك التابعة إداريا لدائرة الداموس بولاية تيبازة، سوى الاستنجاد بالأزمة القائمة بين الجزائر ومصر واستعمال لقطات مصوّرة لعون أمن مصري أو ما يسمى "الشويش" وهو يصفع مواطنا، من أجل محاولة الإيقاع بأبناء الشعب الجزائري عموما والشباب خصوصا لتجنيدهم في حرب وهمية ضد بني إخوانهم المسلمين. الشريط الذي اطلعت "الشروق" عليه مدته قرابة 24 دقيقة، وفي ظل الغياب الطويل لزعيم التنظيم الارهابي المدعو (درودكال)، تواصل ظهور المدعو "أبو يحيى الليبي" مجددا في إصدارات التنظيم عبر مشهد مقتطع بإحكام من أحد إصدارات "مؤسسة السحاب"، يعلّق فيه مباشرة على مقطع الشويش المصري وهو يصفع مواطنا مصريا قائلا: "أعداء الله عز وجل من اليهود والنصارى والمرتدين ما تسلّطوا على هذه الأمة وما أذلوها وما أذلّوا شبابها وشيوخها إلا عندما فقدت صفة الجهاد"، كما حاول التنظيم التستر على النكسة التي يعاني منها وكعادته بتأليب شعوب البلدان العربية عموما والجزائر خصوصا على ولاة أمورهم وعلمائهم، بعرض صور لهم مع صورة وحيدة للمظاهرة تم تنظيمها بالعاصمة الجزائرية لنصرة غزة تم استعمالها سابقا، أرفقت بمقطع صوتي مختار من خطاب لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، أخذ أيضا من إصدارات السحاب. وقد عرض التنظيم الإرهابي صورا لتدريبات مجموعة أطفال صغار مكونة من 4 أطفال لا تتعدى متوسطات أعمارهم 15 سنة، يؤطرهم إرهابيان يبدوان على حسب مظهرهما وشكلهما من قدماء التنظيم، وقد تبين كذلك من خلال الشريط نفسه أن التنظيم عمد على إيفاد عناصر من منطقة الشرق سبق لها وأن ظهرت على شريط مجزرة وادي زقاري، إلى منطقة الداموس من أجل التكفل بإعداد المجزرة، وما مشاهد الحقائب المحملة بالمؤونة وقارورات المياه التي كانت على ظهور العناصر التي ارتكبت الجريمة إلا دليل على طول المسافة المقتطعة لغاية مكان العملية، وقد استمتع المجرمون بجرمهم بالتنكيل بجثث الضحايا قبل الانحياز لمنطقة آمنة يتلذّذون بسماع أخبار المجزرة عبر جهاز مذياع وقناة كانت تذيع باللغة العربية!