ذكر، أمس، التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، أن تنظيم ما يسمى''القاعدة'' موجود في أكثر من 60 دولة عبر العالم، منها الجزائر، تتخذ هدفا أساسيا هو ''تطهير'' الدول العربية والإسلامية من الوجود الأمريكي، وأن انخفاض العمليات الإرهابية التي يتبناها في غالب الأحيان لا يعني زوال الخطر الذي قد تشكله في أية لحظة• وجاء في التقرير أن تنظيم القاعدة غير موجود بشكل فعلي على أرض الواقع، كما كان الحال عليه من قبل بوجود قاعدتها المركزية فوق الأراضي الأفغانية، وتملك زعيما ''بن لادن'' يظهر من حين لآخر، أن التنظيمات المسلحة الموجودة في عدة دول، منها ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' تتخذ من ماضي ''القاعدة'' مرجعية وتشهيرا إعلاميا فقط وزعيمها بن لادن ''مثالا لهم'' و''أبوهم الروحي''، مشيرا إلى المبالغة في تضخيم أعداد المنتمين لهذه الجماعات الإرهابية حول العالم وعن قوتهم• وتؤكد مصادر أمنية أمريكية مهتمة أن ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' لا تمت بصلة بتنظيم ''القاعدة'' في شيء وأنها تبحث عن التشهير بإعلان انتمائها وولائها له ولزعيمها الروحي، وتظل ثابتة دون تطور نوعي وتتجه إلى الانعدام، لعدة أسباب أهمها السياسة الأمنية الجزائرية المطبقة من جهة، والمعالجة الرشيدة للسلطات العمومية في تعاطيها سلميا مع الذين يبدون نية التوبة من جهة أخرى، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي لتنظيم ''القاعدة'' وأذنابها لم يتجاوز 5 آلاف عنصر، تلقى ثلاثة أرباعهم حتفهم في السنوات الأخيرة• وحذرت ذات التقارير من خطر الهجمات الإرهابية المحتملة من طرف ''القاعدة''، في مناطق محددة من العالم انتقاما للحصار والضربات التي تتلقاها التنظيمات التابعة لها، وهو ما أشار إليه اللواء بوسطيلة في الأيام الماضية قائلا: ''لقد تم محاصرة بقايا الإرهاب في دائرة ضيقة وأصبح لا يتهددنا، ولكن يجب أخذ الحيطة والحذر من الحيوان الجريح''، بعد تراجع العمليات الإرهابية في العالم من 14 ألفا و506 عملية سنة 2007 إلى 11 ألفا و770 عملية فقط سنة .2008 ونفت ذات التقارير وجود شبكة اتصالات تربط كل التنظيمات الإرهابية بتنظيم ''القاعدة''، بعد إنفاق تريليون دولار لملاحقة العناصر المسلحة ومكافحة التجمعات الإرهابية حول العالم، موضحة أنه من غير الممكن بعد كل هذا الحصار أن يتصل بن لادن من جحره بكل قواعده المنتشرة في العالم، إلا أنه، يجب مراقبة المواقع المروجة للإرهاب التي تحتوي معلومات حول تصنيع واستخدام الأسلحة والتدريب وإدارة الأعمال الإرهابية عبر الانترنيت، تضيف المصادر•